كان علاوة بن بعطوش من الطلبة الأوائل الذين انخرطوا في جبهة التحرير، وكوّنوا أول خلية من الطلبة المسلمين الجزائريين المنظمة لجبهة التحرير عام 1956، وفي 19 ماي 1956 كان الشّهيد من بين الأوائل المسؤولين على الإضراب الذي شنّه الطلبة الجزائريون، ثم دخل الشّهيد رفقة زميله الأمين خان في السرية تخفيا عن أنظار العدو وملاحقاته. وفي هذه الظّروف اتّصل بهما بلعيد عبد السلام رفيق الدرب هو الآخر، من باريس يسأل عن حالهما ومآلهما، وهنا قرّر الشّهيد رفقة الأمين خان الانضمام إلى الثورة مباشرة بعد النداء الموجه للطلبة للالتحاق بالثورة.
في شهر جوان من عام 1956، توجّه الرفيقان باتجاه قسنطينة مسافرين بالقطار قاصدين جبل الوحش، ليتّصلا بأول مسؤول في جيش التحرير الوطني وهو سي مسعود بوجريو، وفي اليوم الموالي، بدأ في تقديم دروس عملية لجيش التحرير الوطني عن الإسعافات الأولية التي تلقّاها في العاصمة، ليلتحق بعدها بمركز الولاية الثانية بالقل، ويحضران اجتماع المنطقة الثانية في المكان المسمى “الشكايل”، وهنا يلتقيان بقائد المنطقة، أي منطقة الشمال القسنطيني، زيغود يوسف، بحضور كل من علي كافي، علي منجلي وصالح بوبنيدر، كما كلّفه زيغود يوسف بإنشاء نصوص قانونية تنظم عمل اللجان والمجالس الشعبية في القاعدة التي أنشئت بديلا عن المجالس الفرنسية، فكان لزيغود ما أراد، وقدمت الوثيقة في مؤتمر الصومام وصودق عليها حرفيا وعممت على الولايات التاريخية الستة.
في أكتوبر من عام 1956 تسند للشهيد عضوية القيادة الثانية برتبة رائد، وهنا كلّفه الشّهيد زيغود يوسف بالشؤون السياسية على مستوى الولاية الثانية، لاسيما بعد مؤتمر الصومام والنجاح الذي حقّقه في رأب الصدع بين الإخوة في ما وقع من خلافات حول أسبقية السياسي على العسكري، سافر الشهيد إلى تونس برفقة القائد علي كافي لحضور أول اجتماع للولايات التاريخية الستة مطلع 1958، كان قد قدّم خلالها تقارير مفصلة عن الأوضاع.
بعد عودة الجميع إلى أرض الوطن في أواخر شهر فيفري، وبالضبط بعد خروجهم من غار الدماء من تونس مساء 03 مارس 1958، وصل الكل إلى خط موريس المكهرب للمرور تحته بواسطة حفر خنادق، وعند مرورهم بدءا بالدليل ثم قائد الولاية ثم الرائد علاوة، استشهد هذا الأخير بعد لمسه السلك المكهرب الذي فاقت قوته الـ 8000 فولط، وليسقط بن بعطوش شهيدا ببوشقوف بمدينة قالمة.
وفي هذا الخصوص أحيت ولاية باتنة يوم السبت المنصرم الذكرى الـ65 لاستشهاد الرائد عبد العالي بن بعطوش المدعو علاوة الذي توفي في الثالث من مارس سنة 1958 على خط موريس المكهرب لدى عودته من دولة تونس وعمره لا يتعدى ال29 سنة.
كما احتضنت بلدية سقانة التظاهرة التي أشرف عليها والي الولاية محمد بن مالك الذي كان مرفوقا بالسلطات المحلية وعدد من المجاهدين وأفراد من عائلة الشهيد.
وقد استهل اليوم بحضور السلطات المحلية وأعضاء جمعية الشهيد الرائد عبد العالي بن بعطوش و مديرية المجاهدين و ذوي الحقوق حيث تم قراءة فاتحة الكتاب على روح الشهيد بمقبرة الشهداء الكائنة بقرية تازغتمسقط رأسه بسقانة والاستماع للنشيد الوطني ووضع باقة من الزهور ، كما تم تكريم عائلة الشهيد .
التعليقات مغلقة.