بين الحاجة والإغراء تسول الفتيات ظاهرة لم تعهدها أم البواقي من قبل

2٬327

اكتسحت ظاهرة التسول أحياء ولاية أم البواقي ومدنها الكبرى في السنوات الأخيرة بقوة إلى درجة أصبح التفريق فيها صعبا بين الحاجة والإغراء، ومن مختلف الأعمار والأجناس يمدون أيديهم لطلب الصدقة على قارعة الطرق، وبين الأحياء رغم كون هذا العمل مذموما ومكروها في منطقة أم البواقي، والمؤسف في الأمر أن البعض أصبحوا يجدون فيه ضالتهم في الربح السريع، من خلال الإغراء واللعب على مشاعر الناس ومغازلتهم.

رغم الظروف المعيشية الصعبة واشتداد حدة الفاقة والحاجة عند الكثير من الأسر، إلا أن الظاهرة لم تعهدها مدينة أم البواقي، سوى خلال السنوات الأخيرة، مما اعتبروها بالظاهرة الدخيلة، وبصفة عامة سواء لدى الإناث أو الذكور تعد في نظر مواطني المنطقة سلوكا منبوذا ومتدنيا ينشأ عليه الأبناء منذ الصغر بأنه سلوك مشين وسلبي، ومهما حاول أحد إهداء نقود لأي طفل من أبنائهم إلا ورماها أرضا مهما كان في حاجة ماسة إليها بل وهذا ما يعرف به الأوراسي الأصيل.
في جولة لجريدة الراية هذه تقربنا من بعض المواطنين الذين أعطونا رأيهم في الموضوع وإن كانوا قد صادفوا في حياتهم قصصا لأغنياء يمتهنون التسول كمصدر رزق، “تقي الدين” طالب جامعي يرى أن أغلب المتسولين يملكون سيارات فاخرة ومنازل فخمة جنوها من مداخيل التسول، وإلا  ما تفسير عملية نزول هؤلاء المتسولين من سيارات فخمة قاصدين الأحياء الشعبية أو الراقية ليجلسوا فيها طوال النهار لطلب الصدقة، وفي الليل تعود ذات السيارة حتى تردهم إلى البيت! وأضاف محدثنا قائلا: “إن أغلب الفقراء والمحتاجين فعلا لا يمدون أيديهم للناس، رزقهم على الله والكفاف والعفاف”.

الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات ويثير الحيرة والاستنكار لدى المواطنين، هو ظاهرة تسول الفتيات  التي انتشرت بسرعة البرق خلال السنوات القليلة الأخيرة بالأماكن العمومية وبسرعة ملفتة للانتباه، والأدهى أن تكون من فئة البنات التي أصبحت تغزو شوارع عاصمة الولاية والمدن الكبرى بأم البواقي.
ورغم أن التسول ظاهرة اجتماعية لا يكاد يخلو منها أي مجتمع، إلا أن ما تتعرض له هذه الفئة داخل مجتمعنا تستدعي التوقف والانتباه، فمع زيادة عدد المتسولين والمتسولات الذين يرتفع عددهم كل يوم، مع ارتفاع الأسعار، البطالة وغلاء المعيشة، إلا أن هؤلاء لم يعرفوا بالمنطقة أصلا ولم ير لهم أثر في أي مكان من ذي قبل وبلهجات مختلفة، دون أن تلتفت الجهات المسؤولة عن مصدر هؤلاء، الذي قد يستغل حاجة تلك الفتيات للمال ليأخذ بأيديهن عنوة إلى مستنقع ملوث وملطخ سنظل نجني منه مآسي وآفات أعظم لعقود عدة يتوارثها الأجيال لعدة عقود من الزمن.

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::