المسيرة الـ 34 غيرالتي تم منعها بالجزائر العاصمة، حيث استعاد الطلبة و بدعم من المواطنين تلك الشوارع والطرقات التي اعتادوا السير فيها، ليوثق الطلبة مسيرتهم هذه من حراكهم تحت أنظار مصالح الأمن التي عززت وجودها، غير أنها تخلت عن تضييقها.
فخلال مسيرتهم الـ 34 من حراكهم الطلابي الذي يدخل شهره الثامن، كل الشكوك والظنون بأن مسيرتهم لن تكون بعد ذلك التعنيف الذي طالهم خلال المسيرة الـ 33، فلا تلك الجدران البشرية المشكلة من قوات مكافحة الشغب استطاعت إبعادهم عن الشوارع والساحات، ولا النقد الموجه إليهم أمام قلة عددهم من أسبوع لآخر ، حيث امتلأت الشوارع بالمتظاهرين ليعيد الموجودون المجد للحراك الطلابي.
هذا غطى اللون الأزرق القاتم تقريبا جزء كبيرا من شوارع ومداخل ومخارج وساحات الجزائر الوسطى، بانتشار مصالح الأمن ويتعلق الأمر بقوات مكافحة الشغب التي تم تعزيز وجودها بشتى الأماكن، وهو الأمر الذي لفت انتباه الحضور بالمكان والمارين من هناك وحتى من كان يعلق على الصور والفيديوهات التي نشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي.
هذه التعزيزات اللافتة للانتباه ورغم عدد الموجودين بكل من ساحة البريد المركزي، الطريق المؤدي إلى صوفيا وقبة البرلمان والولاية وحتى بساحة بورسعيد، إلا أن ذات المصالح اكتفت بالمراقبة عن بعد فقط دون أي تضييق أو تشديد على سير الطلبة عبر مختلف الشوارع، وحتى المواطنين الذين حضروا بالمكان اندمجوا وساروا وكأنها مسيرة الجمعة.
و لم يتوان المواطنون باختلاف أعمارهم مستوياتهم، أيدولوجياتهم وحتى مناصبهم من النزول إلى الشارع وتقديم يد العون والمساعدة للطلبة، أين اجتمع العشرات من المواطنين بالمكان وقرروا الإعلان عن بداية المسيرة على طريقتهم الخاصة، لتكون بدايتها بهتافاتهم وشعاراتهم المعروفة المنددة بقانون المحروقات والانتخابات وبقاء الباءات إلى غاية اليوم .
للإشارة فقد استطاعت مسيرة أمس الثلاثاء رغم التعنيف الذي حدث فيها الأسبوع الماضي ،أن تلفت انتباه وسائل الإعلام الأجنبية وحتى المحلية، التي تخلى البعض عن تغطيها معتبرينها مسيرة عادية، لتكون وسائل الإعلام بالمكان منذ الساعات الأولى من اجل نقل حراك طلابي حافظ عليه الطلبة رغم التوقيفات التي طالت بعضهم وتوقيت الامتحانات .