من لا يعرف الإعلام الفرنسي يصدقه،ولكن من عرفه عن كثب يدرك أنه وخاصة خلال نشاط الحركة الوطنية الجزائرية إبان وقوع الوطن تحت السيطرة الاستدمار الفرنسي وأيام الثورة التحريرية الكبرى ،يدرك مدى تحيزه وتضليله وعدم موضوعيته ومصداقيته تجاه الشعب الجزائري حين كان يطالب بحريته وكرامته واسترجاع سيادة وطنه المغتصبة،حيث ما كان يمارس بالأمس عن سبق إصرار وتحيز ،هاهو اليوم يمارسه بخبث وكره تاريخي للمؤسسة العسكرية الجزائرية سليلة جيش التحرير الوطني الذي لقن للجيش الفرنسي دروسا في الميدان لن ينساها على مدى العصور.
منذ مدة بات الإعلام الفرنسي يمارس سياسية هجومية ضد مؤسسة الجيش في شخص الفريق أحمد قايد صالح، الذي صنفته فرنسا في خانة العدو بعدما وقف حجر عثرة في طريقها وقطع عليها حبل التواصل الذي اعتادت عليه بشكل إملائي فوقي.
فقد ذهبت جريدة “لوفيغارو” الفرنسية ،إلى القول وهي تصف مشككة عملية الاعتقالات النوعية التي مست شقيق الرئيس السعيد بوتفليقة ، الجنرالين مدين(توفيق) ،وبشير طرقاق، زاعمة أن الهدف من وراء ذلك هو أن قائد الأركان الفريق قايد صالح ،يحاول أن (ينجو بنفسه) من نفس المصير بطريقة أو بأخرى.
هذا وقد ادعت الجريدة في عدد يوم الجمعة المنصرم ، أن الرجل القوي الفريق أحمد قائد صالح، يحاول أيضاً من خلال”قطع هذه الرؤوس” وتقديم ضمانات للحراك ،الذي يزداد حدة في المطالب برحيل كل رموز النظام السابق..؟،وهي بذلك تقصده هو نفسه باعتباره من النظام.. !
منطق أفلج وأعوج وخبيث يريد أن يدس السم في العسل من خلال نوايا أضحت اليوم مكشوفة تماما للرأي العام الوطني والعالمي ،خاصة وأن قطع أذناب فرنسا في الجزائر بات يؤلمها جدا وسوف ينهي وصايتها على بلدي الشهداء والمجاهدين ،فقد أحست أن ما كان لها من مصالح بات مهددا بالزوال،خاصة بعد اعتقال من كان يمجدها ويدين لها بالفضل والولاء ويبدي لها المحبة..؟
وقد بات ظاهرا للعيان حينما تحدثت “لوفيغارو” عن “لعبة توازن صعبة” التي تدفع قائد الأركان أحيانا إلى اتخاذ قرارات صعبة، هذه الأخيرة قد ترفع من حدة ضغط الحراك ضده ، لأن الجزائريون باتوا أكثر إصراراً في مطالبهم بضرورة رحيل رموز النظام…، وإقامة دولة القانون أولاً، قبل الشروع في الملاحقات القانونية،وهذا في زعم هذه الجريدة المضللة الحاملة في جيناتها بذورا استعمارية حاقدة على مؤسسة الجيش الجزائري والتي تريد أن تمارس وصاية على الجزائر،والمسماة”لوفيغارو”..؟ !