في كل صباح ومساء،بل إن لم يكن كل ساعة نسمع ونرى ما لا يوصف ولا يمكن تحمله،نتيجة ما تخلفه وتحصده مركبات الموت المباغت لأناس أبرياء أغلبهم من الأطفال والنساء،وما تلك المركبات إلا شاحنات يقودها أشخاص فقدوا إنسانيتهم وآدميتهم وأيضا عقولهم،واستسلموا لفوضى الطرقات التي لا يرحم أحد فيها أحد والكلمة الأخيرة فيها للقوى وصاحب المركبة الكبيرة،وكأن الأمر في تسابق للفوز بما لا يوصف..؟
ومع ذلك لا يبرر للكل ما يحصل كل يوم من إزهاق للأرواح على طرقاتنا،حيث يدخل الحزن والأسى على الكثير من عائلاتنا ناهيك على ما تخلفه هذه الكوارث البشرية من أيتام وأرامل وثكلى..؟
لقد بات مما لا يدع شك للأمر بعد فاجعة بني عباس في أقصى جنوبنا العزيز،والذي خلف في حصيلة أولية مرشحة للزيادة لا قدر الله،وفاة 9 أشخاص و10 آخرين جرحى،حيث بات من الضروري أن نضع حدا لمثل هذه الفوضى العارمة والحرب غير المعلنة داخل المدن وخارجها والتي يذهب ضحيتها في كل مرة أعز الناس وأحبهم إلينا،وهذا أولا بعدمشراء العتاد الصيني الرديء.
ثم بوضع حد لتلك للشاحنات المقطورات الكبيرة،وهذه بأن نخصص لها أوقات للسير خارج وقت الذروة وأوقات ازدحام الطرقات بالسيارات الصغيرة وسيارات النقل الجماعي،وأحسن وقت لها،ما يقرره الخبراء بعيدا عن الإداريين وبالتالي يمنع هؤلاء من سائقي عربات الموت من السير نهارا ويبقى لهم الليل..!
وهذا كله ليس كافيا وإنما هو خطوة تليها عدة خطوات منها كما قال الشرطي المخفي سابقا السيد “محمد العزوني“من إجراء عملية فحص لذكاء والقدرة النفسية والثقافية للسائقين،زيادة على إعادة النظر في قانون المراقبة التقنية للمركبات..؟
وفوق هذا لابد من مد وإصلاح وترميم كل الطرق الوطنية والولائية والبلدية والتي كان لها الدخل الكبير فيما يحصل من حوادث مرورية،نتمنى أن نرى ذلك ميدانيا،وقد يكون قانون المرور الجديد الذي أصدره رئيس الجمهورية مؤخرا،كافيا لردع كل متسبب ومتهور في الطريق،ولعلى وعسى..؟!
التعليقات مغلقة.