صناعة الكتاب فن وعلم وثقافة تتميز بها الشعوب بعضها عن بعض،فالشعب الذي ينتج المعرفة والشعب الذي يقرأ لا يجوع ولا يعرى .
ولذلك فقد غدا الكتاب لدى الكثير من الشباب والمثقفين بهذه الدول كلقمة الخبز وحبة الدواء ،لا يمكن الاستغناء عنه أبدا،وقد أتيح لنا بالجزائر فرصة المعرض الذي ننتظره بشغف كل سنة ،حيث نرى توافد خلقا كثيرا على أجنحته.
خاصة في يومه الأخير، وهي دون شك فرصة الاختيار واقتناء ما يريدونه من الكتب المتخصصة والعامة مع بعض التخفيضات..؟
غير أن هذا لم يكن السبب في تهافت الناس على الكتاب، فقد كانت السبب الرئيسي هو العودة إلى القراءة والاهتمام بالمعرفة وتدعيم المكتبات المنزلية بكتب جديدة تدعم أهل الاختصاص، خاصة منهم أصحاب الاختصاصات الأدبية والدينية والاقتصادية.. !
الصالون الذي ننتظر كقراء وطلبة وأساتذة ، مع العودة إلى المدارس والجامعات التي نعيشها حاليا سوف يكون له دور في تنامي القراء ة والمطالعة وتعزيز المعارف السابقة ،لكن الذي يعاب على المعرض هو قصر المدة حيث نتمنى أن تطول مدته وتكثر ندواته وينزل ثمن كتبه ومعروضاته المختلفة، وهذا حتى يتمكن الكثير من طلابنا وأساتذتنا وكل مشتغل بالكتاب أن يزور الصالون ويتعرف على منتوجاته ويشتري ،ذلك لأن في الطبعات السابقة لم تتح للكثير زيارته.. !
غير هذا فإن الصالون كما أسلفنا أظهر مدى تعلق الجمهور الجزائري بالكتاب وبالمعرفة، وهو ما يدعو مستقبلا مطالبة الحكومة بضرورة تدعيم الكتاب شأنه في ذلك شأن المواد الغذائية الأساسية، فلا يعقل أبدا أن ندعم ما يستهلك في أيام ولحظات و يستفيد منه الغني والفقير، ولا ندعم ما هو دائم ويفيد كل الناس ولأجيال متعددة..؟
هناك أمال معقودة خلال الصالون القادم حيث نرتقب أن تتحسن ظروف الاستقبال وتطول مدة العرض ،وأن يكون فوق كل ذلك سعرا منخفضا للكتاب ،حتى يكون كالخبز في متناول كل الناس وبدون استثناء ..؟ !