تحل اليوم الذكرى 54 لتأميم الحروقات،وهي ذكرى عزيزة على قلب كل جزائري وطني غيور،على مكاسب هذا البلد الذي افتك استقلاله السياسي والاقتصادي افتكاكا،من قبضة مخالب الأستدمار الفرنسي الذي غيب ليس فقط الدولة الجزائرية وإنما تعداه إلى الهوية فعبث بمعالمها وأسسها،فألحق الجزائر الدولة والشعب بكيانه الغريب ،معتقدا منه،أن يصير الشعب الجزائري فرنسيا رغما عنه،ونعني بذلك ذكرى تأميم المحروقات ..؟
لكن ذلك لم يتحقق ولن يتحقق،سواء كان ثقافيا أو سياسيا،وقد حصل فعلا وثارت الثائرة عليه بفعل التغيير الجذري الذي أحدثته الثورة التحريرية في جميع الميادين،وقد استكملته تباعا القيادة السياسية للبلاد بقيادة الزعيم الراحل “هواري بومدين” بالاستقلال الاقتصادي حيث أقدمت وفي خطوة جريئة لم تكن منتظرة على تأميم المحروقات وقبلها البنوك،مما شكل ضربة قاضية خاصة للشركات الفرنسية التي أصيبت بذهول كبير لم تتمكن من هضمه فكادت للجزائر وقيادتها المكائد والدسائس،وكذلك عادة الأستدمار..!
لا يمكن لأي جزائري يجري في عروقه دم الأحرار أن ينسى للرئيس“هواري بومدين“تلك الوقفة الوطنية النابعة من قائد يحب شعبه ووطنه،يوم أن أعلن في 24 فيفري 1971،تأميم المحروقات الوطنية لتكون عائداتها في خدمة الشعب والاقتصاد الوطني..!
إنها ذكرى تأخذ بمجامع القلب وتأسر كل من يتذكر تلك الأيام التي يفتخر بها كل جزائري،فهي من أيام العز والكرامة التي يجب أن بتناقلها جيل بعد جيل و كابر عن كابر..؟
إن القيادة السياسية الحالية لا يمكن أن تنسى ما تم إنجازه في تلك الحقبة السلطة ونفذ من قرارات مشاريع كبرى أفرحت الشعب وأدخلت السرور على بيوت الجماهير التي كانت ترى في قيادتها الحب والإخلاص والعمل لصالح هذا الوطن المفدى،ودليل ذلك ما تم تدشينه من انجازات ومشاريع اقتصادية وعلمية واجتماعية،ملأت السماء وأرضها،وطوت الآفاق.. !
ومازالت هذه الوقائع خير شاهد على العصر الذهبي لتلك المرحلة في جزائر حديثة الاستقلال وبناء الدولة الفتية،و كل الآمال حاليا معقودة على جيل اليوم ليكون خير خلف لخير سلف..؟!
خليفة عقون
التعليقات مغلقة.