اليوم تحل على الشعب الجزائر ذكرى عزيزة،وسط احتدام حملة رئاسيات2024،إنها الذكرى المزدوجة التي تعتبر من أكبر ملاحم الأمة خلال ثورتها المظفرة،وأعني بها ذكرى هجمات الشمال القسنطيني التي كانت بهدف فك الخناق على الأوراس،وما تلاها بعد ذلك بعد عام حيث انعقد مؤتمر الصومام بمنطقة إفري بالقبائل الصغرى سنة 1956 وما نجمع عنه من قرارات غيرت مسار الثورة ورسخت أقدامها وتجذرهاشعبيا.
لقد كانت هجمات الشمال القسنطيني التي خطط لها ونفذها الشهيد الرمز“زيغوت يوسف“بمثابة يوم القيامة على فرنسا التي اختلط عليها الحابل بالنابل ولم تكد تتفرغ للولاية الأولى حتى ظهرت لها جبهة أخرى لم تكن في حسبانها،حيث بعدها كانت الثورة الجزائرية على وشك الانتصار،خاصة وأنه خلال هذه السنة أدرجت قضية الجزائر في جدول الأمم المتحدة الخاص بتصفية الاستعمار..؟
لهذا كان حقا علينا وفي اضعف الإيمان أن نتذكر اليوم أولئك الرجال ونسترجع مآثرهم ونحقق للأجيال الحالية بل وللجزائر كافة ما كان يحلم به الشهداء،ليس فقط من نعمة استقلال،ولكن تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية وبناء دولة قوية تنافس فرنسا في المحافل الدولية وتتفوق عليها في الكثير من المجالات العلمية والاقتصادية..!
فهل حقا كنا في مستوى هذه الآمال و الطموحات،التي لاشك أننا وفقنا في بعضها وأخفقنا في الكثير منها،قد كان بعضها عن عدم دراية ،ولكن الكثير منها كان عن سبق إصرار وترصد ،حيث كان من الواجب علينا وعلى هؤلاء أن لا يحصل ذلك خاصة مع الجيل الذي قاد الوطن إلى النصر بعد ليل احتلال طويل،لم نعرف منه إلا الظلم والجهل والفقر..؟
إذا كان جيل نوفمبر قد دفع عن قناعة وحب ورضا ضريبة الدم من أجل استرجاع السيادة الوطنية،فإنه على أجيال الاستقلال أن تثمن ذلك وأن تؤمن أن الوطن فوق الجميع وأن السيادة الوطنية لا تباع ولا تشترى وأنه ليس له بديلا عن الجزائر مهما كانت الصعاب والمحنوالصعوبات التي تواجهه..؟!
خليفة العقون
التعليقات مغلقة.