التشعبينة .. تقليد جزائري مُكرّس في شعبان

57

فرصة لتقوية صلة الرحم والتزاور

يرتبط شهر شعبان كشهر مبارك ببعض العادات والتقاليد فهو شهر يسبق الشهر الفضيل وفيه نفحات إيمانية لكونه مرتبط بالصيام والتصدق كما تحكم الأسر الجزائرية مجموعة من العادات الراسخة منذ أمد بعيد لا تخرج عنها في شهر شعبان فإلى جانب أنه شهر يرتبط بالتحضيرات المكثفة لاستقبال رمضان تقام فيه بعض العادات على غرار الشعبانية أو التشعبينة كتقليد راسخ لدى الأسر عبر العديد من ولايات الوطن بحيث ترتبط بالتزاور وتقوية صلة الرحم وتكريس اللمة العائلية بالبيت الكبير في أجواء مميزة تسبق حلول شهر رمضان المعظم


حدادي فريدة


شعبان شهر فرحة وبركة لكونه يسبق حلول الشهر الفضيل كما ان نفحاته الإيمانية ومعانيه الروحية تجعله شهرا مباركا كيف لا وهو يرتبط بالصيام والعبادات أسوة بنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ناهيك عن مظاهره الاجتماعية بحيث تلتزم العائلات بالتزاور وتكثر فيه التهاني بمناسبة اقتراب شهر رمضان والتي تتلخص في تبادل عبارات رمضان كريم و صحّ رمضانكم وغيرها من العبارات اللطيفة التي تزيد العلاقات ودا وارتباطا.


ويقترن أيضا شهر شعبان بعادة راسخة وهي الشعبانية أو التشعبينة بحيث تقوم العائلات بدعوة أبنائها وبناتها المتزوجين قبيل شهر رمضان للالتفاف في البيت الكبير بين الوالدين وعيش أجواء ممتعة في أواخر شعبان لتوديعه وسط الأهل وتوديع الأهلأيضا بعبارة رمضان مبارك ليدخل الكل إلى ديارهم قبل حلول رمضان لاغتنام نفحاته وخصوصيته والتفرغ للعبادة.

 
الشعبانية تقليد راسخ
الشعبانية أو التشعبينة هي تقليد راسخ عبر العديد من ولايات الوطن على غرار البليدة المدية تيبازة عين الدفلى بومرداس الجلفة وغيرها من ولايات الوطن فشهر شعبان تميزه العديد من المظاهر الاجتماعية فضلا عن الاستعدادات المكثفة لاستقبال أعظمالشهور.


العائلات الجيجلية تقيم التشعبينة
تعد التشعبينة التي أخذت إسمها من شهر شعبان واحدة من العادات والتقاليد التي لا يمكن لساكني جيجل التخلي عنها في شهر شعبان وحسب الأوساط الشعبية فإنّ التشعبينة تعتبر دعوة عشاء تقوم من خلالها وفي غالب الأحيان النسوة بدعوة بناتهن المتزوجات للحضور إلى البيت العائلي مساء بغية التلاقي وتبادل أطراف الحديث في جو عائلي محض تليها وجبة عشاء مميزة تكون غالبا وجبة تقليدية.


تقول فاطمة وهي موظفة في الخمسينيات من العمر إن التشعبينةعادة حميدة ورثتها عن أمها وجدتها فهي تقام في أيام شهر شعبان من كل سنة يتم من خلالها دعوة البنات المتزوجات للبيت العائلي الذي نشأن فيه للالتقاء وتذكر أيام الطفولة كما يمكن كذلك أن تقام بين الجيران وهي نسوية بامتياز وتضيف فاطمة أن النسوة ينتظرن الدعوة بفارغ الصبر لما لها من خصوصية ومميزات فهي تبدأ غالبا في المساء من خلال تناول قهوة العصر وتتواصل إلى غاية إقامة مأدبة عشاء.


ويراد بـ التشعبينة خاصة التي يتم فيها دعوة الجيران إبراز قيم التسامح في حال كانت هناك مشاحنات سابقة أو سوء تفاهم بينهم وتتميز المأدبة المقدمة في التشعبينة بكونها طبقا تقليديا يتكون من الدويدة  التي تصنع يدويا يليه طبق الكسكسبالعصبان الذي يعد سلطان المائدة بدون منازع وتتجاوز التشعبينة إعداد الأطباق إلى لم شمل العائلة في البيت الكبير وأحيانا يتجاوز عدد المدعوين 20 شخصا حال ما تم دعوة جميع الأقارب، التشعبينة تعتبر تقليدا متوارثا من الأجداد تميزها الالتقاء وتبادل أطراف الحديث والسمر إلا أن باطنه يكتنز العديد من معاني التكافل والتسامح والتآزر بين العائلات والأحباب.


التشعبينة من البيوت.. إلى المطاعم والشواطئ
انتقلت في الآونة الأخيرة التشعبينة من أسوار البيت العائلي واقتصارها على النسوة إلى بعض المطاعم التي تقدم الأكلات التقليدية والتي وجدت في التشعبينة وسيلة للترويج السياحيويتوجه علاوة على ما ذكر بعض من الجيجليين لتقديم طبق التشعبينة إلى شواطئ البحر حيث يقوم الشباب بدعوة بعضهم بعضا لقضاء أمسية سمر تمتزج فيها الحكايات والقصص بما جادت به قفة كل فرد في جو أخوي عائلي بامتياز.

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::