الوشم بين التحذير التحريم الديني والتحذير الطبي: الجزائر مجتمع متحفظ… وشباب “يوشم إتباعا للموضة؟

348

تعيش الجزائر منذ سنوات قليلة على “ظاهرة” عودة الوشم إلى الطليعة، بعد أن غزا الأخير في الآونة الأخيرة أجساد الشباب تماشيا مع الموضة العالمية، وذلك أمام تحريم الدين له وتحفظ المجتمع منه وتحذيرات الأطباء على مخاطره وتجنب استعماله .
غاب الوشم عن أجساد الجزائريين، لأكثر من ثلاثة عقود لأسباب دينية وكذا خلال الفترة العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر عندما كان الإسلاميون يعاقبون كل من تجرأ ووضع وشما على جسده، إلا أن الظاهرة عادت لتفرض نفسها بقوة في السنوات الأخيرة بعد أن تحول الوشم إلى أحد صيحات الموضة التي يقبل عليها الشباب الجزائري بكثرة ويعد ما يطلق عليه “التاتو” الشكل الأكثر انتشارا لكونه لا يبقى إلى فترة محددة ثم يزول.
وتعود ظاهرة الوشم في الجزائر إلى آلاف السنين، حيث كان الامازيغ يعتمدونه كرمز لتحديد الهوية أو للتفريق بين المتزوجين وبين العزاب لكن ما الذي يدفع بشباب الجزائر اليوم إلى التو شيم؟! فالكثير مقتنع أن الوشم سواء للمرأة الجزائرية أو الرجل أصبح اليوم موضة العصر وهو يختلف عن ذلك الذي كان يوضع في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، فـ”شباب اليوم أكثر إلماما بالموضة معتبرين أن الوشم العصري هو أجمل بكثير من ذلك الذي كان يستعمل قديما، وان على الشباب اختيار الوشم الذي يريدونه فقط ثمّ التوجه إلى الصالونات الخاصة لوضع الرسم المختار سواء كان قلب الذي يعبر عن الحب لدى اغلب الشباب أو أسهم و رسومات عبرت على العديد من العبارات حتى الحيوانات والحشرات لم تسلم فالأكثرية مقبل عليها عالنمر والفراشة ، ونجد اغلب المراهقين اختاروا كتابة الأحرف التي تبرز أول حرف من أسماء عشيقاتهم.
مع العلم أن طريقة وضعه أضحت أسهل وأقل ألمًا مما كانت عليه في السابق،حيث كان ينقش على الجلد بأدوات بديهية و جد قديمة وحادة مثل الشفرة ، والمسمار والسمغ حيث تنزل على الجلد كصعقة كهربائية تترك ألام وجراح بالغة الخطورة و دماء، وكان صاحبها يجلد ، ولا حديث عن المواد المجهولة التي تستعمل في الأخير لتلوين الوشم وإبراز رسوماته .
والفرق بين الحاضر والماضي تقنيات حديثة الاستعمال توفر الوقت والراحة لمن أراد استعمال الوشم في بعض دقائق فقط بألوان وأشكال مختلفة يلجا إليها الشباب لإرضاء رغباتهم، فكل هذه الراحة والسرعة والإتقان في العمل تجلب مبالغ خيالية لصانعها مقابل خدوشات طفيفة ترسم على الجلد وتزول لبضعة أيام أو أشهر .
وشم بين التحريم الديني والتحذير الطبي:
أما من وجهة نظر علماء الاجتماع، فإن التوشيم سلوك يعبر عن الحرية الفردية للأشخاص، كما يوضح الاغلبية وان هذه الظاهرة ترتبط بشخصية الإنسان ورغبته في التعبير عن أفكاره وإظهارها للناس عبر وشم معين. فيما قال آخرون ان الوشم كان يستعمل في القديم في الحروب مثلا لدى المساجين للتعبير عن الاضطهاد الذي يعيشونه، و استعمل في الجزائر أيضا خلال فترة الاستعمار، حيث كانت النسوة يشوهن به وجوه بناتهن حتى لا يتم اغتصابهن من قبل العساكر الفرنسيين، إلا أن مفهومه تغير في الوقت الراهن وأصبح موضة
في المقابل، يشدد رجال الدين على أن الوشم حرام ويجب الابتعاد عنه، كما يوضح احد مشايخ المسجد بالقول “إن الوشم حرام في الدين الإسلامي، ومن يستطيع إزالته فليفعل ذلك”، رافضا التعليق أو شرح أسباب.
طبيًا، ينظر إلى الوشم بريبة، فقد حذر الدكاترة المختصون بالأمراض الجلدية عن مخاطر تحريمه عربية من مخاطره، الطريقة الحديثة لوضعه وان لها “تأثيرات سلبية على صحة الإنسان عكس السابق، لكون أن الحلاقين وغيرهم من غير المختصين ممن يمارسون التو شيم، لا يعرفون طبيعة المواد التي يستخدمونها في هذه العملية”. وبالتالي ينصح الأطباء بالابتعاد عن الوشم.

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::