يكتبه : خليفة عقون
قد يسأل سائل نفسه أو غيره فيقول:هل طالب الأمس الذي لبى النداء فوقف ونضال و ضحى بكل ما يملك من أجل الوطن ، يتساوى وطالب اليوم الذي لا يكاد يفرق بين تاريخ وقف إطلاق النار ،وعيد الاستقلال ، ناهيك أن يعرف تاريخ الجزائر وكفاحها الطويل في سبيل استرجاع الاستقلال ،أو تأخذه تلك الأنفة والعزة من أجل البلد والشعب،وإن أمثال أولئك الأوائل اليوم فهم قلة وليسوا بالحماس نفسه الذي كان عليه جيل نوفمبر رغم الأمية و قلة وسائل والإعـلام ..؟
طالب الأمس كان مضرب المثل في كل شيء رغم أنهم لم يكونوا في غالبيتهم إلا تلاميذ ثانوي ،وقلة منهم من عرف التعليم الجامعي ، ومع ذلك لبى نداء الثورة التحريرية المباركة ،فكان بالفعل سندا معنويا قويا للمجاهدين والثوار في الجبال والوهاد وفي أماكن التدريب والقتال ،وإن كان بعد ذلك قام قواد النواحي العسكرية بإرسال الكثير منهم في بعثات بغرض الدراسة ،إلى تونس وسوريا ومصر والعراق والأردن ، والسعودية وليبيا وغيرهم من البلدان الشرقية والغربية ،فكان منهم بعد الاستقلال الإطارات في مختلف الاختصاصات..؟
لكن ما بال طالب اليوم الذي وفرت له الدولة كل الوسائل وذللت لهم كل السبل والصعاب من أجل الدراسة والبحث العلمي ،ولكن مع ذلك نجد قد تسلل الملل والكسل إلى نفس الكثير منهم فلم يعد يبالي لا بدراسة ولا بنهضة الوطن ،فكل ما يشغله اللهو واللعب وخاصة الرياضة وأخبار نجومها التي أصبحت شغله الشاغل ،فضيعته وضيعت دراسته إلى حد كبير..!
ولولا القلة القليلة من طلابنا المثابرين والمجتهدين الذين أثلجوا صدورنا ،في الثانويات والمعاهد والجامعات، لدب اليأس إلى نفوسنا ،ولكن لا يخلو هذا الوطن العزيز من الرجال وأبناء الرجال الذين صنعوا ملحمة أول نوفمبر الخالدة ولبوا النداء الواجب والذي كان برهانه التوقف عن الدراسة ، خاصة بالمدارس الفرنسية وبالتالي إحراج فرنسا والالتحاق بالثوار وبالجبال يوم 19 ماي 1956..؟!
التعليقات مغلقة.