0 419

كانت للجزائريين المهاجرين الأولين غاية واحدة وهي العمل والبحث عن قوت العيال ولم تكن لهم نية الإقامة في بلاد العدو ، والشيء الكثير الذي جعل الكثير من الأجداد والآباء يعودون بمجرد تحصيل القليل من المال ،

حيث بدؤوا بعد عودتهم السريعة بما كسبوه من عرق جبينهم أعما بسيطة كالتجارة والفلاحة ، غير أن ظاهرة الهجرة الفردية والجماعية بدأت تستفحل مع بداية القرن العشرين ،فكان هناك من يهاجر رفقة عائلته ويقيم بفرنسا ومنهم من تزوج من فرنسية وتجنس رسميا ، لكن ولتفطن جمعية العلماء المسلمين أصدرت بيانا وفتوى في هذا الشأن كفرت فيه كل من يتجنس بالجنسية الفرنسية..!
ذهب من ذهب وعاد من عاد ، وقامت الثورة التحريرية المباركة واستشهد من استشهد وخانها من خان ، نالت الجزائر حريتها واسترجعت استقلالها ، ولكن الهجرة استمرت إلى حين أوقفها بصفة رسمية الرئيس الراحل هواري بومدين رحمه الله سنة 1973، ومع ذلك بقي هناك وبصفة فردية من يهاجر للعمل والدراسة ، ثم لظروف يستقر هناك وينجب أولادا ، فيصبحون فرنسيين بمجرد ولادتهم على الأرض الفرنسية ،وبذلك زاد عدد المهاجرين وتكونت جالية جزائرية هي اليوم تفوق ثلاثة ملايين جزائري..؟
لكن السؤال المحير ما قوة تأثير هؤلاء في السياسة الفرنسية والقرار الفرنسي ،وهل يشكلون لوبيا جزائريا داخل المجتمع الفرنسي المتعدد الأعراق..؟
الواقع يقول أن معظم الجزائريين قد ذاب لغويا في فرنسا ولا تأثير له عقائديا فالكثير منهم حمل العادات والتقاليد الأوروبية المسيحية ،زيادة على تشتتهم وتفرقهم واختلافهم فيما بينهم ،تبعا للمناطق التي جاؤوا منها من بلدهم الأصلي الجزائري..!
إنها مهمة الجميع ،فلا بد من إعادة تفعيل دور الجالية الجزائرية وإظهار قوتها وتوحدها خاصة في الاستحقاقات الانتخابية الفرنسية المصيرية ، وإلا ما هو السر في التواجد والغربة إن لم يكن في مقدورهم النفع أو الضرر،كما يفعل اللوبي اليهودي..؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Headlines
الاخبار::