يشتكي حي الإخوة بوحجة الواقع بمدينة سكيكدة والشهير محليا بـ “مرج الذيب” من وضعية كارثية على مستوى التحسين الحضري، حيث وعلى الرغم من وقوعه في قلب عاصمة ولاية سكيكدة الشهيرة بعاصمة السياحة والبيتروكيماء، والتي تعد أيضا من أغنى البلديات على المستوى الوطني بسبب الجباية البترولية التي تملأ خزائنها، إلى أن مظهرها يوحي بأنها مصنفة ضمن أفقر بلديات الوطن، باعتبار أن الوضعية الكارثية التي تتواجد فيها ليست وليدة اللحظة أو التقلبات الجوية، بل منذ زمن طويل، ولا تخفى على أي كان.
ولعل الزائر للحي الذي بات مدخله قبلة للمواطنين من خلال الحركية التجارية المزدهرة الناتجة عن انتشار المحلات التجارية في مختلف الأنواع سيما منها الألبسة، الأواني، العطور والمطاعم وقاعات الشاي وغيرهم، إلى جانب المنظر الجمالي للحي على مستوى الطريق العام المقبول، والذي تتواجد على ضفتيه المرافق الإدارية، والمحلات التجارية، يعتقد أن كل شيء بخير في حي مرج الذيب، غير أن الداخل إلى أعماقه في الجانب الآخر من الطريق العام يكتشف حجم المعاناة التي يتكبدها المواطن يوميا جراء التنقل فيه من خلال الأوحال التي غطت على كل شيء وترافقها البرك المائية التي بات لونها يتوشح بالإخضرار بسبب النباتات التي تكاثرت في هذا المحيط العفن، وأيضا قنوات الصرف التي تصب فيها وحولتها لمجاري مائية راكدة، هذا دون نسيان الحديث عن النفايات المنتشرة في كل زاوية وعلى مستوى هذه البرك ومعظمها تتمثل في الاكياس والزجاجات البلاستيكية، وبالطبع الحشائش.
هذا على مستوى الأحياء والممرات التي تربط بينها، أما على مستوى الأرصفة فهي ضيقة بحيث يجد الراجل نفسه مجبرا على السير في الطريق العام، حيث يزاحم المركبات، ومن اختار طريق الرصيف فهو مضطر لإبقاء عينه على الأرض مخافة سقوطه جراء الحفر التي تتواجد على مستواه وما أكثرها، أزمة تحسين حضري عانى منها حي مرج الذيب على طول السنوات الماضية ولا حل لاح في الافق، ما جعله يتعايش مع الأمر الواقع الذي هو عبارة عن انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة، إذ أنه يشتهر بانتشار البعوض من الحجم الكبير، الأمر الذي أثر ويؤثر على الصحة العامة للمواطنين.
التعليقات مغلقة.