نحلم بالعيش الآمن بعيد عن الجوع…، العطش والبطالة، صرخات أطلقتها وجوه شاحبة يائسة أتعبتها قسوة الحياة في قرى ولاية واد نيني بولاية أم البواقي النّائية، والتي تقع في أقصى جنوب عاصمة الولاية.
الطّريق إلى قرى واد نيني المعزولة عن الحياة صعب وطويل وشاق تماما مثل حياتهم الضنكة، محفوف بالوحل والغبار، وبعد زمن من السير صادفنا تجمعات سكنية في عزلة خانقة تفتقد إلى المسالك الريفية حيث يعانون صعوبة التنقل، الطرقات هنا غير معبدة وأخرى متهرئة لم يطلها التزفيت، وهناك من يفتقد إلى أعمدة الكهرباء والإنارة، في ظل غياب الماء والغاز، الجميع هنا وقع في أسر البطالة، لا أحد خرج سالما، ولا ساكن محظوظ حظي بمنصب شغل قار أو مصدر رزق ثابت.
قرى مهمشة متعطشة للماء والتنمية وللعمل، وما أكثرها في هذه الولاية التي لا تزال تغرق في الفقر والحاجة بسبب النسيان… أوضاع سكان قرى ومداشر واد نيني ولاية أم البواقي لم تتغير، يعاني جل سكان قراها ومداشرها مشاكل عديدة شملت تذبذب في تزود بمياه الشروب، ومياه سقي الأراضي الفلاحية، وتعبيد شبكة الطرقات والإقصاء من حصة البناءات الريفية التي يطالب بها بإلحاح مواطنو هذه القرى، خاصة قرية ضهرة بوتخمة، مشتة بن فاش، سافل متوسة، رمادية الشيح، مدرق نارو اللوطاني الذين يعيشون على هامش الحياة، لذا يطالب أبناء هذه المناطق القليل من الاهتمام، والدعم والمتابعة الجدية لرفع الغبن عنهم من طرف السلطات الولائية وعلى رأسها والي ولاية أم البواقي، للتخفيف من الظروف التي يعيشونها في ظل الظروف المزرية.
بين الجبال والقرى والفيافي البعيدة المعزولة، التي كنا نبحث عنها لتسليط الضوء على نقاطها السوداء، ومحاولة رفع الغبن عن سكانها، أدركنا أن هذه الولاية تتعدد بها مناطق الظل، ولا يمكن لرحلة واحدة أن تكشف عن حجم المحرومين والمهمشين.
وهل سيجد سكان هذه المناطق العميقة من المجتمع بعد نصف قرن من الاستقلال آذان صاغية؟.
عيسى فراق
التعليقات مغلقة.