مصلحة العلاج من الإدمان على المخدرات بالبليدة.. أمل المدمنين لبداية حياة جديدة

1٬876

تلاميذ يقعون في فخ الإدمان..
تشكل مصلحة الوقاية والعلاج من الإدمان بمستشفى فرانس فانون بالبليدة نافذة أمل للمدمنين على المخدرات للإقلاع عن هذه الآفة وبداية حياة جديدة عقب إدراكهم للخطأ الكبير الذي اقترفوه في حق أنفسهم وعائلاتهم.


حدادي فريدة

 
تستقبل هذه المصلحة التي تعد أول فضاء طبي على المستوى الوطني مختص في علاج الإدمان على المخدرات الاشخاص الذين وقعوا في فخ هذه الآفة ولايزال المركز لحد اليوم يتلقى المرضى من مختلف الولايات رغم فتح مصالح مماثلة بولايات أخرى خلال السنوات الماضية على غرار وهران وتيزي وزو وقسنطينة إلا أن مصلحة البليدة تعد الأكثر استقطابا لهذه الفئة بسبب تجربة طاقمها الطبي الرائدة في هذا المجال.


وفي ظل الضغط الذي تسجله المصلحة جراء استقبالها مرضى من مختلف الولايات تضطر الأطقم الطبية إلى توجيههم نحو المراكز الأقرب لولاياتهم باستثناء فئة المدمنين على المخدرات الصلبة الذين يتم التكفل بهم بسبب وضعيتهم الصحية التي تستلزم البقاء في المستشفى لمدة معينة وهي الخدمة التي توفرها هذه المصلحة دون باقي المصالح والمراكز الأخرى وفقا لما أوضحته لوكالة الانباء الجزائرية الطبيبة العامة المختصة في علاج الإدمان بهذه المصلحة رشيدة أوشعلال.

إقبال كبير على المركز 
وقالت الدكتورة أوشعلال أن نسبة معتبرة من مدمني المخدرات يقصدون المركز الذي فتح أبوابه سنة 1996 لتلقي العلاج بمحض إرادتهم رغبة منهم في بدأ حياة جديدة بعيدا عن الإدمان عقب تدهور وضعيتهم الصحية والمادية والاجتماعية لافتة إلى أن النسبة الأكبر منهم تقع في فخ الإدمان في مرحلة المراهقة.


ولخصت ذات الطبيبة المختصة الأسباب التي دفعت بهؤلاء لطلب العلاج في تدهور وضعيتهم الصحية عقب إصابتهم بأمراض نتيجة الإدمان على غرار إلتهاب الكبد الفيروسي بنسبة كبيرة ومرض نقص المناعة خاصة ممن يتلقون المخدرات عن طريق الحقن أو بهدف حل مشاكل أسرية أو بسبب تراجع وضعيتهم المادية وتراكم الديون عليهم، وأرجعت ذات المتحدثة أسباب الإدمان على المخدرات أساسا إلى معاناة المدمنين من مشاكل أسرية أو نقص الوعي خاصة لدى المراهقين والفضول في تجربة هذه المواد المخدرة.

سموم بأيدي المتمدرسين 
وفي هذا الشأن أشارت الدكتورة أوشعلال إلى تزايد عدد المتمدرسين خاصة بالطورين المتوسط والثانوي المدمنين على المخدرات ممن يتلقون العلاج بالمصلحة خلال السنوات الأخيرة داعية الأولياء إلى مراقبة أبنائهم خاصة في حالة ملاحظة تغيرات في سلوكاتهم المعتادة كالقلق والعصبية الزائدة والعنف أو في حالة تراجع نتائجهم الدراسية وتزايد حاجتهم للمال وكذا معاناتهم من الأرق والتي تعد أعراض بداية الإدمان على المخدرات.

التكفل النفسي أهم مراحل العلاج
من جهته أكد الطبيب المقيم عادل ترباق أن المرافقة النفسية تعد أهم مراحل التعافي من الإدمان على المخدرات مشيرا إلى أن زوال أعراض الانسحاب (نقص المادة المخدرة في الجسم) التي لا تزيد عن الأسبوع أو عشرة أيام كأقصى تقدير لا تعني تماثل المدمن للشفاء وإنما هو نقطة بداية رحلة العلاج التي تعتمد بنسبة كبيرة على الجانب النفسي حيث تتواصل لعدة سنوات .


كما أبرز ذات الطبيب الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه العائلة والمحيطون بالمريض في مساعدته على الإقلاع عن الإدمان من خلال دعمه وتشجيعه وعدم تصيد أخطائه لتقوية إرادته ورغبته في الخروج من هذا النفق المظلم.


وكشف الدكتور في هذا السياق أن فئة من المدمنين تستدعي حالتهم الصحية والنفسية البقاء بالمصلحة خلال زوال أعراض الانسحاب ليتابعوا بعدها العلاج لمدة تتراوح ما بين 15 و20 يوما ليغادروها شريطة إلتزامهم بالمواعيد التي تكون أسبوعية أو شهرية في حين تتابع أخرى العلاج عن طريق حضور المواعيد التي يحددها الطبيب المشرف على العلاج.


ومن بين الحالات التي تتابع العلاج بهذه المصلحة شاب يبلغ من العمر 24 سنة إلتقته وكالة الانباء الجزائرية وهو بصدد توديع والدته وشقيقته الصغرى للدخول إلى المصلحة وبدء العلاج،وبنبرة كلها أمل عبر هذا الشباب الذي بدت عليه علامات التعب والمرض عن حماسه لدخول المصلحة وبداية رحلة العلاج بعد 12 سنة من الإدمان مرجعا أسباب تشجعه واتخاذه هذا القرار إلى تدهور وضعيته الصحية جراء إصابته بمرض إلتهاب الكبد الفيروسي ولحفاظه على سمعة أفراد عائلته كما قال

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::