عادات متوارثة تتمسّك بها الأسر الجزائرية

28

لتحبيب فريضة الصيام للأطفال

الصيام ركن هام من أركان الإسلام يقترن بالشهر الفضيل وتوليه العائلات الأهمية القصوى وتعمل جاهدة لتحبيب الركن للأطفال الصغاروتعويدهم وعلى الرغم من المشقة التي لا تتلاءم مع طبيعة الصغار إلا أن الأمهات يفزن دوما بترسيخ العادة لدى أطفالهم لتنشئتهم علىأعظم الأركان كما أن صيام الطفل لأول مرة تحكمه عادات متوارثة تتمسك بها الأسر الجزائرية وتقيمها للأطفال في أول صيام

حدادي فريدة

صيام الطفل لأول مرة حدث عظيم عبر الأسر الجزائرية لا تمر عليه مرور الكرام كيف لا وهو يتعلق بركن هام من أركان الإسلام هو صومرمضان لذلك تلتزم ربات البيوت بإقامة بعض العادات من أجل تحبيب الصيام للأطفال وهي عادات تختلف من منطقة إلى أخرى إلا أنهاتتحد في الغاية وهي إظهار فرحة الأولياء بالطفل بعد قدرته على إتمام ساعات الصيام وتحمل مشقته وتكون بتنظيم احتفالية مصغرةوالالتزام ببعض العادات

الشربات والخاتم الذهبي

تختلف العادات من منطقة إلى أخرى ففي الجزائر العاصمة تقوم النسوة بتحضير الشربات للطفل الصائم لأول مرة مع وضع خاتم من ذهبليصعد الطفل في السلّم ويكسر إفطاره مع أذان المغرب تيمنا بعلو شأنه بعد قدرته على الصيام لتجتمع العائلة في ذلك اليوم من اجل إقامةحفل مصغر يرتدي فيه الطفل لباسا تقليديا خلال السهرة الرمضانية وتكون الأجواء ممتعة تبقى في ذاكرة الطفل الذي يعتاد على الصيامبتلك الأجواء الرائعة.

تقول الحاجة فطيمة إن صيام الطفل لأول مرة كانت تحكمه عادات رائعة توارثتها الأجيال ولحسن الحظ لا تزال العديد من الأمهات يلتزمنبها اليوم لأن غاياتها نافعة جدا في تربية الأطفال على أركان الإسلام وتنشئتهم تنشئة سليمة مبنية على أسس تعاليم الدين الإسلاميالحنيف وأضافت أن عائلتها لازالت تتمسك بتلك العادات وحضرت أكثر من مرة لاحتفاليات صوم أحفادها وابتهجت كثيرا للالتزام بعاداتالماضي والتمسك بها لكونها عادات هادفة على غرار تحضير مشروب الشربات بماء الزهر والقرفة والليمون خصيصا للطفل الصائم من أجلأن يرتوي بذلك المشروب المنعش بعد غطس خاتم ذهبي فيه كدلالة على علو شأنه بعد صيامه لأول مرة إلى جانب تحضير المعسلاتوالحلويات والعصائر لإقامة وعدة على شرف الطفل الصائم.

تاكدورت للطفل الصائم بغرداية

يحرص سكان غرداية خلال شهر رمضان الكريم على إحياء عادات متوارثة في تحضير مكونات مائدة الإفطار ومن بينها تلك الخاصةبالطفل الصائم للمرة الأولى والذي يجتاز هذا الامتحان على أمل الحصول على حلوى مميزة في المنطقة والتمتع بمذاقها الخاص تسمىتاكدورت.

وجرت العادة في هذا الصدد تحضير العائلات حلوى تقليدية للطفل الذي يرغب لأول مرة خوض شعيرة الصيام خلال الشهر الفضيل وهوالركن الرابع في الإسلام حيث من بين ما يميز هذا اليوم الهام في حياة الطفل إعداد حلوى تسمى بالأمازيغية المحلية تاكدورت (الجمعتيكدورين) التي تهدى إلى الطفل الصائم وهي العادة التي لازالت تقاوم التغيرات الطارئة على عادات الطهي حيث عادت بقوة على موائدالعائلات بغرداية بمناسبة الصيام الأول للطفل في شهر رمضان المعظم، ولازالت هذه الحلوى من بين الحلويات التقليدية المفضلة من طرفسكان قصور وادي ميزاب احتفالا بأول يوم صيام للطفل.

وتحضر تاكدورت من عدة مكونات أساسية تتمثل في التمر من نوعية الغرس المعجون ومقادير من السميد المحمص قليلا ويضاف إليها نوعمن الجبن المجفف المطحون المعروف شعبيا بـ الكليلة وكميات من الدهن الطبيعي وتعد على شكل كريات صغيرة.

التنشئة على القيم الإسلامية

ووفقا لتقاليد سكان وادي ميزاب فإن الصائمين الجدد يحظون بمعاملة خاصة من الأولياء في موعد وقت الإفطار حيث تعد لفائدتهم طاولاتإفطار تحتوي على وجبات متنوعة إلى جانب تقديم بعض الهدايا كما أوضح الحاج بكير أحد أعيان قصر مليكة.

كما يعد شهر رمضان المعظم مناسبة دينية للأطفال لتشجيعهم على ممارسة حياتهم الروحية وفرصة للتعرف على القيم الأساسية للإسلاموهي بمثابة تجربة ثرية لهم على المستويين الشخصي والروحي، وتشتهر العائلات في منطقة غرداية بارتباطها بعاداتها وتقاليدها الأصيلةسيما ما يتعلق بالطهي الموروث عن الأجداد خاصة منه الأكلات التي يتم تحضيرها من منتجات محلية.

وبالرغم من الحداثة التي تزحف على المجتمع يسعي الغرداويون إلى المحافظة على تقاليدهم في فن الطهي وتوريثها من جيل إلي جيلخاصة بعض الأطباق التي تزين مائدة الإفطار على غرار الحريرة أو الحساء المتبل بالقرطوفة (عشبة البابونج البري المرحية) والتي تعطيلها ذوق لذيذ، وعلى غرار مختلف مناطق الوطن تستقطب المساجد بغرداية أعدادا كبيرة من المصلين طيلة شهر رمضان المبارك.

وتأتي تلاوة القرآن الكريم دون انقطاع بمساجد غرداية إحياء لنزول القرآن العظيم خلال شهر رمضان المبارك على الرسول الأعظم (صلىالله عليه وسلم) وهو شهر القرآن الكر يم، وبالإضافة إلى الجانب الروحي فإن شهر رمضان المعظم يشكل أيضا شهر السخاء والتعاطفوالرحمة على الفئات المعوزة.

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::