روايـة “الدّخـول إلـى الغابـة المحترقـة ” للكاتب الصحفي “علاء الدّين مكّي رقيق”

120

                                  ساعات بين الكتب

                                        ————-

“الفقر،البطالة،الحرمان،ضعف التعليم والظروف القاسية قواسم مشتركة لأولئك المشحونين بالحقد والكراهية لكل ما يمت للسلطة.

بقلمتونسي فوزية : 

            سيف وبطش،فتاوى مكرّرة ومعادة محصورة في المجال السياسي يكتشفها البطل”بلقاسم “بعد اندفاعه وحماسه لتحقيق رغبة جامحة لبحث عن العدالة الغائبة عن أجواء البلد. 

              قصة يلخصها الكاتب بأسلوبه القوي الجميل في مئة وتسعين صفحة عن واحد من الشاب الذي أوقعت بهم خطابات التحفيز وفتاوى الأمراء للانخراط في معارك طاحنة ضد قوى الدولة وجيشها وبعد أعوام من الانخراط بالعمل المسلح،يدرك أنه أخطأ في العنوان فالجماعة لا تفرّق سيوفهم بين الجنود والمدنيين ولا النساء العاريات الصارخات ولا الأطفال المرتجفين الدامعة عيونهم في فك الرؤوس عن الأجساد تحت صليل السيوف وأزيز الرصاص، بأوامر صارمة مزجرة منشية بروح الانتقام من الجميع ونيراهم تلتهم كل شيء. 

                لتظل الصرخات والأصوات والصور تحلق حوله وتحاصره مثل سرب النحيل الهائج ليدرك أن الإنسانية مجمدة والضمير منعدم بين كهوف الجبال، لا حل أمامه عدا الفرار من عرس الدماء والانتقام.. بعد تخطيط وتفكير يفرّ بالاتجاه المعاكس لانسحاب جماعته من إحدى المعارك واختفى في الغابة تحت جنح الظلام.

                 إلى أين والهبوط أصعب من الصعود، إلى أين والخارجون عن القانون في أعلى الجبال يتبعون خطاه والحرس البلدي يترصد تحركاته

               هدفه تقديم شهاته لصحافة تترصد حركاتها أكثر منه، لا حل آخر عدا لقاء ” سارة ” المرأة التي يراها مدبرة وحدّة وربما يبتسم له الحظ معها ويعيد ترميم حياة أخرى معها خلف البحار بعد الانضمام إلى مراكب الحراقة والهروب للشاطئ الآخر عله ينسى ما اقترضه من جرائم ومحو ذاكرته من وجوه أطفال مرتجفة وصور أبرياء سقطت رؤوسهم تحت لمعان سيفه. وقبل بداية السعي لحياته الأخرى عليه رؤية أمه وأخواته أولا.

               هو الكاتب الصحفي ‘ رقيق علاء الدين ”  المولود سنة 1946 في دار الشيوخ ولاية الجلفة . حاصل على شهادة الليسانس في ” الدراسات النفسية والاجتماعية “بالقاهرة،كان من الرعيل الأول من الصحفيين الذين آثروا الصحافة العربية في الجزائر بكتابات نوعية في المجال الثقافي مباشرة بعد عودته من الأردن.

            حظي بتكريم من الرئيس الراحل- المرحوم ” الشاذلي بن جديد “ علاء الدين” لم يتوقف عن الكتابة حتى بعد تقاعده نهاية التسعينيات فقد ظل يساهم بمقال أسبوعي في جريدة صوت الأحرار، كما تفرغ إلى إصدار مجموعة من الكتب. 

 وافته المنية في 09 أوت 2014

      نقرأ له : 

           بقدر ما غزا النقاب رؤوس الفتيات والنساء، بقدر ما تراجع الخفر والحياء، والاعتدال في مجال احتكاك الإناث بالذكور. وأصبح من الواضح في فورة الاختلاط، أنّه لم يعد للنقاب أيّ مدلول أخلاقي تربوي انضباطي يجعل للمُنقبة سلوك يتميّز عن سلوك سواها من عاريات الرؤوس.

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::