كتب- خليفة عقون:
تعود ذكرى استشهاد بطل الأوراس وقائد ثورة التحرير الكبرى كل 22 من شهر مارس شهر الشهداء،حاملة معها الكثير من التساؤلات المحيرة والتي لا تجد الجواب الشافي والكافي عنها،ورغم الغموض والضبابية في ذلك أو عدم الاقتناع بما طرح عن ظروف استشهاد أكبر مفجري الثورة الجزائرية يوم 22 مارس 1956،إلا أنه يمكن القول أن ما خطط له ومات لأجله قد تحقق حيث نال الشعب الجزائري حريته واسترجع وطنه،وهذا بعد كفاح مرير وتضحيات جسام..؟
لكن مع كل التحفظات وعدم اتهام هذا أو ذاك وبهدف معرفة الحقيقة المرة من قبل أجيال الاستقلال،السؤال الذي يطرح نفسه بنفسه،كيف لقائد وقامة بحجم مصطفى بن بوالعيد،أن يمر عليه جهاز إشارة ملغم دون تفحصه بدقة قبل تشغيله،بحيث أن هذا التهاون منه ومن المحيطين به،كلفه نتيجة ضخمة أدت إلى مقتله وخمسة من رفاقه،وذلك إثر انفجاره بعد تشغيله مباشرة،وقد حدث هذا الاغتيال المروع،مساء بعد أن فرغ صباحا من اجتماع بالجبل الأزرق… !
على نفس منهج الغموض قد يصل حتى إلى درجة التشكيك،وهو كيف تمكن بن بولعيد من الهرب بأعجوبة من سجن الكدية بقسنطينة في 10 نوفمبر 1955 رفقة عشرة من رفاقه،رغم عملية الحراسة المشددة وتحصين السجن،كونه ومعه لهم أهمية كبرى في الثورة ولدى السلطات الفرنسية،وهذا ربما ما يؤكد ويرسخ ما يذهب إليه البعض من أن العملية هي اغتيال وليس استشهاد،وإن كان في المقابل هناك من ينفي جملة وتفصيلا هذا الجرم ويسنده إلى القضاء والقدر،ومن هؤلاء المجاهد “علي بن شايبة” الناجي الوحيد من الانفجار ..؟
بعض الأطراف تبريء فرنسا من دم الشهيد وتتهم قائد منطقة الأوراس حين كان بن بوالعيد في السجن “عجول عجول” الآمر بقتل شيحاني بشير نائب مصطفى بن بولعيد،والذي انزعج من فرار وعودة سي مصطفى إلى الميدان وإعادة التنظيم وترتيب البيت من جديد،فخاطبه مشككا “سجن الكدية ليس علبة كارتون حتى تتمكن من الهروب منه”..؟ !
التعليقات مغلقة.