ما يحدث في فرنسا من قتل غدرا للمهاجرين الجزائريين مؤخرا ليس بجديد ،فرغم العداء البين والعنصرية المعلنة تجاه المهاجرين وكل ما هو عربي وإسلامي وخاصة إذا كانوا من أصول مغاربية وبالأخص جزائرية ،فإنه
له جذور كما حصل في وقت سابق من قبل محكمة الجنح بباريس التي برأت رئيس الجبهة الوطنية الفرنسي المتطرف “جان ماري لوبان” من تهمة التحريض على الكراهية تجاه المسلمين وإهانة العلم الجزائري ،وذلك من خلال ملصقة إشهارية انتخابية تبناه حزبه آنذاك في الانتخابات المحلية التي جرت في فرنسا سنة 2010،حيث وظف فيها وبخلفية حاقدة صورة امرأة منقبة ومنارات مسجد على شكل صواريخ ..؟
وقد بررت المحكمة حكمها أن “جان ماري لوبان” غير مسؤول مباشرة عن تعليق الملصقة ونشرها في الموقع الالكتروني الخاص به ،غير أن الرابطة ضد العنصرية وجمعية “أس أو أس ” اللتان تناهضان العنصرية استغربت هذا الحكم ولم ترضيان به ،خاصة وأنه يتعلق بعنصري حاقد على الجزائريين بالدرجة الأولى أدين في وقته بالحبس لمدة شهرين مع وقف التنفيذ وعدم الأهلية للترشح للانتخابات لمدة سنة ،ولكن محكمة باريس برأته كما أشرنا إلى ذلك لحاجة في نفس يعقوب..!
لقد ظهر العداء الدفين للعيان وأمام الملأ من هؤلاء القوم الذين كانوا بالأمس ينكلون بالجزائريين وينهبون خيراتهم ،ولهذا فإنه لا ينتظر منهم أن يعتذروا على ما اقترفوه من جرائم ضد الوطن وأبناء الوطن ،فهذه شيمتهم وطبعهم ،ولكن البعض من الجزائريين لا يتعظ..؟
مهما كانت وضعية مغتربينا في فرنسا وإن تجنسوا وذابوا في المجتمع الفرنسي ،فإنهم جزائريون بالدرجة الأولى ،وهذه تهمة لا ينكرها أحدا من الجزائريين وبالطبع هناك قلة تنكرت للوطن والدين واللغة ،وما قتل مهاجرينا غيلة من قبل فرنسيين إلا واحدة من جرائمها المستمرة عبر العصور في حقنا ،و فرنسا هنا لن تتقيد كعادتها بالقانون إذا تعارض ذلك مع مصالحها الداخلية والخارجية ..؟