لا تزال بلدية ابن زياد بولاية قسنطينة تتخبط في مشاكل لم تكن لتجد لها حلا، والتي تفاقمت بفعل بسبب الانسداد الإداري الذي وصلت إليه على مستوى المجلس الشعبي البلدي، بعدما ظهر جليا من خلال عدم المصادقة على جدول الأعمال والمشاريع التنموية من طرف جميع أعضاء المجلس خلال الجلسات الأخيرة، ما عكس اختلافا حقيقيا فقد فيها كل عضو الثقة في الأخر بالإضافة إلى عدم وجود نقاط مشتركة أو حلول مطروحة للخروج بالبلدية إلى بر الأمان، حيث تسببت تلك المشاكل في اتساع رقعة التخلف الذي تعرفه المنطقة وتأخير المشاريع وغيرها.
تحدث لنا سكان بلدية ابن زياد بولاية قسنطينة عن الانعكاس السيء للخلافات القائمة بين أعضاء المجلس الشعبي البلدي والتي قادت لانسداد عكر صفو حياتهم اليومية ورفع من حدة النقائص والمشاكل، أبرزها مشكلة المواصلات من وإلى وسط بلدية ابن زياد خاصة منهم الطلبة الذين يتنقلون يوميا من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة والعمال بمناصب عملهم في الأوقات المحددة، أما بالنسبة لتلاميذ الطورين الابتدائي والمتوسط فحدث ولا حرج، حيث وعلى سبيل المثال تلاميذ حي 400 مسكن اجتماعي و150 سكن ترقوي مدعم الذين انتقلوا مؤخرا إلى مساكنهم الجديدة، تفاجؤوا بعدم تتوفر المنطقة على ابتدائية قريبة، لتحويل أبنائهم إليها، ما اضطرهم إلى الإبقاء عليهم في مقاعدهم الدراسية بمدارسهم القديمة التي تبعد عنهم لمسافات طويلة، ليتحمل كل واحد منهم مشقة الوصول إليها بمفرده، بعد تسجيل نقص كبير في الحافلات المخصصة لنقل التلاميذ، وكذا تأخرها المتكرر عن موعد انطلاقها، آملين أن يجدوا حلا مع تفاقمها فصل الشتاء وتقلب الأحوال الجوية التي تزيد من معاناة هذه الفئة.
كما وتحدث السكان عن الاكتظاظ الكبير الذي تعيشه ثانوية سهدي رابح الوحيدة بالمنطقة، والتي أصبحت لا تستطيع تحمل العدد الهائل من الطلبة الملتحقين بها كل سنة، ما اضطرها مؤخرا إلى استحداث أقسام أخرى لتغطية عجزها إلا أن ذلك يبقى غير كافيا، أين طالب المواطنون بإنشاء ثانوية أخرى تمتص فائض الطلبة المتمدرسين على مستوى ثانوية سهدي، لضمان ظروف تمدرس حسنة لأبنائهم .
بالإضافة إلى هذا يعاني سكان بلدية ابن زياد من غياب تام للتنمية بالمنطقة، فلا مراكز تجارية توفر للساكنة السلع التي يحتاجون إليها، ولا مرافق ترفيهية تضمن لشباب المنطقة أماكن يمضي أوقات فراغه فيها، أما بالنسبة للسكن الاجتماعي فقد تم توزيع آخر حصة لبرنامج 400 مسكن ببلدية ابن زياد منذ سنوات تم تقسيمها على ثلاث مراحل، كانت آخرها حصة تم تسليمها بتاريخ 23 أوت 2023 من العام المنصرم، حيث تم توزيع 17 سكن بحي الشهيد منتوري بلقاسم، كما أشار السكان إلى مشكلة انقطاع التيار الكهربائي المتكرر بسبب انعدام المحولات الأمر الذي يؤدي غالبا إلى حدوث أعطاب في الأدوات الكهرومنزلية، ما كبّد التجار وأصحاب المحلات خسائر معتبرة جرّاء تلف المواد الاستهلاكية التي تحتاج إلى تبريد مستمر، هذه جمة من المشاكل التي يعانيها سكان بلدية أبن زياد والتي يطالبون فيها من الهيئات المحلية النظر فيها والعمل على تحسين ظروفهم اليومية.
التعليقات مغلقة.