أين اختفوا وأين ذهبوا،فلم تبق إلا صورهم،لقد أصبحوا أثرا بعد عين،فبالأمس القريب كانت شوارعنا وساحة مدننا تعج كل جمعة بهم وبالناس الطيبين من أمثالهم،من الذين آمنوا أنهم صناع الحدث وطمحوا إلى التغيير الجذري ورؤية الجزائر بلدا يسوده الحرية والمساواة وإتاحة الفرصة للمحروم والمظلوم،وخاصة الشباب من هؤلاء الذين خرجوا رافعين راية الوطن و(جيش شعب خوا خوا) يأملون تحقيق مطالبهم الفردية والجماعية..!
لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن وبما لا يحب هؤلاء ولا يرضون،فقد كادت آمالهم أن تتحقق كلها دفعة واحدة،لكن كما يقال العنب يؤكل حبة حبة و(الشغل لمليح يطول)..؟
الحراك ما زال مستمرا في نفوس الكثير وإن كانت ناره قد خبأت ووهجه قد ذل،ولكن يبقى كل ما حيك حوله متنفسا وطموحا تسعى إليه النفوس،وإن كان ليس كل ما تطمح تناله بيسر وسهولة ،وإن كانت الكثير من منه قد تحقق على أرض الواقع كما يتمناه من خرج لأكثر من 22 جمعة لم تهمد ولم تخمد،إلا حين أزيلت رؤوس العصابة وضرب مضربها وقطع خبرها فباتت هي ومن يحوم حولها كأنها لم تكن شيئا مذكورا..!
خمسة عوام بالتمام وبالكمال،مرت مرور السحاب،فتحقق من مطالب الحراك الكثير،وما لم يتحقق السنوات القادمة كفيلة به،فقط أن تخلص النيات وتكون الثقة متبادلة،فالظرف حساس والصعب منه قد مر ،وما تلك الأصوات الناعقة المثبطة للعزائم والهمم،من هنا وهناك داخليا وخارجيا،لا يجب أن يلتفت إليها ولا تعطى لها أهمية،فبناء الوطن والمحافظة على استقلاله ليس أمرا سهلا يسيرا،زيادة على أن الجزائر مستهدفة من حيث ندري ولا ندري،وأن المسؤولية في زمن الردة،هي في الحقيقة تكليف أكثر منها تشريف..؟
خمس سنوات كطيف خيال أو مرت كسحاب،تكاد لم تكنعجافا،فيا ليت تحقق قبلها غرس وتشجير مناطق شاسعة من الوطن من قبل تلك الملايين التي خرجت،فكان على الأقل قد ربحنا الظل وتوقيف زحف الرمال نحو الشمال،لكن ياريت و(كلمة ياريت عمرها ما تعمر بيت)..؟!
التعليقات مغلقة.