شهدت أسعار الأعلاف مستويات غير مسبوقة جراء أزمة الجفاف ونقص المراعي الطبيعية في ولاية أم البواقي، مما أثر بالسلب على مربي المواشي، وتسبب نقص الأمطار هذا العام في ارتفاع قياسي في سعر الأعلاف المتأتية من الحبوب، التي يعتمد عليها المربون بنسبة لا تقل عن 50% في تغذية الأغنام والأبقار المدرة للحليب والمنتجة للحوم الحمراء، ولأول مرة يتراوح سعر ما يعرف بـحزمة من الخرطال 1100 دج، وسوق الأعلاف حرة يحددها العرض والطلب بذلك، أصبح ضروريا أن يتجه المزارعون ومربوالمواشي نحو حلول بديلة تمكنهم من توفير إنتاج الأعلاف، وعلى رأس هذه الحلول زراعة الأعلاف الخضراء كبديل للقمح والشعير، وهو أمر بدأ بالفعل في كل من بلدية عين الزيتون بئر الشهداء وأولاد حملة بولاية أم البواقي.
ويرجح مواصلة ارتفاع الأسعار خلال الأشهر القادمة بسبب غياب الاستراتيجيات الحكومية لتوفير المعروض من الأعلاف، وما يحصل في السوق هو انعكاس لأزمة تتواصل منذ سنوات تسببت في خسارة أكثر من ربع قطيع الماشية، حيث يضطر المربون بيع قطعانهم هربا من جحيم أسعار العلف.
وتعاني أم البواقي منذ سنوات من أزمة في الأعلاف ومشكلة توزيعها إضافة إلى ارتفاع كلفتها وتفشي الاحتكار وظهور سوق سوداء لتجارتها، قبل أن تزداد حدة الأزمة، ويتواصل ارتفاع الأسعار هذا العام بسبب الجفاف.
وفي هذا الشأن يخشى المهنيون من آثار وخيمة لأزمة الأعلاف على قطعان الماشية، مطالبين بالتدخل الرسمي لإعادة التحكم في السوق والحد من تأُثيرات الجفاف على صغار المربين الذين يشكلون أكثر من 80% من الفئة المشتغلة في هذا القطاع.
من جهة أخرى، يرى خبراء اقتصاد أن أزمة الأعلاف وتراجع المساحات المخصصة للرعي، سينتهي بالبلاد إلى أزمة في قطاع اللحوم، ما يضطرها إلى الاستيراد من الأسواق الأجنبية، معتبرين أن المحافظة على الاكتفاء الذاتي الذي حققته البلاد في هذا المجال، مكسب وطني يتعين الحفاظ عليه وتنميته.
التعليقات مغلقة.