استغلال الأجزاء المنتهية وتحويل التسيير للإدارة المحلية سلطات قسنطينة تواصل حل مشاكل حظيرة باردو تدريجيا
قررت سلطات ولاية قسنطينة استغلال أجزاء من حظيرة باردو وتحويل تسييرها للإدارة المحلية في فصل آخر من فصول المشروع الذي تحول لمسلسل حقيقي تعاقب عليه عدة ولاة دون أي نتيجة تذكر، حيث كان من المفترض تسلمه قبل سنوات قبل أن يتحول لورطة حقيقية عجزت مختلف مكاتب الدراسات وكذا عديد المسؤولين عن حلها بشكل جذري.
وقام والي قسنطينة “مسعود جاري” رفقة السادة رئيس الدائرة ورئيس المجلس الشعبي البلدي للبلدية الأم وكذا مدير الإدارة المحلية، مدير البيئة، مدير أملاك الدولة، مدير مسح الأراضي بزيارة لحديقة باردو، حيث عاين الأجزاء التي انتهت الأشغال بها بغية استغلالها، كما تقرر تحويل تسيير الحديقة ووضعها تحت تصرف الإدارة المحلية عن طريق الامتياز وطرح الأجزاء المستلمة للاستغلال، أين وخلال الزيارة أكد الوالي على ضرورة جعل هذه الحديقة كفضاء ترفيهي لسكان الولاية من خلال توفير كل المستلزمات الترفيهية الملائمة لمثل هذه المرافق.
هذا ومثلما سبق أن ذكرناه في أعداد سابقة فقد كان الوالي السابق قد تراس قبيل نهاية العام الماضي اجتماعا مع مكاتب الدراسات ومقاولات الإنجاز المكلفة بالمشروع المذكور، من أجل مناقشة وضعية الحديقة في جزئها الذي كان يعرف بعض العراقيل والمشاكل الإدارية والتقنية والتي حالت دون استلام هذا المشروع الحيوي بصفة كاملة، حيث وبعد العرض المقدم من طرف مكتب الدراسات المكلف بالمشروع والنقاش الذي جرى على ضوء ذلك أصدر الوالي تعليمات متعلقة بضرورة العمل على التسريع في رفع جميع التحفظات المسجلة سواء كانت تحفظات إدارية أو تقنية، والتنسيق أكثر بين المتدخلين من أجل تذليل وحل هذه الصعوبات الإدارية والميدانية، بالإضافة للتأكيد على سلامة الموقع وتأمينه من كل الأخطار قبل تسليمه.
ولازالت سلطات ولاية قسنطينة تتعامل مع الملف بنوع من العجز التام عن التعامل مع المشروع الذي عرف تعاقب عدة ولاة وكان من المفترض أن يسلم خلال شهر رمضان من عام 2015 لاستقبال ضيوف عاصمة الثقافة العربية، لتتأجل المواعيد بعدها في العديد من المرات قبل أن يقرر الوالي “كمال عباس” فتح الحظيرة جزئيا سنة 2017 وهو ما تأجل لغاية العام الذي يليه، فيما لم تتمكن الجهات المكلفة بالإنجاز مواجهة المشاكل والعقبات بالجزء المتبقي لغاية الساعة، في انتظار سنوات أخرى من الأشغال والاجتماعات والتعليمات والزيارات المرتقبة قبل أن يسلم المشروع كاملا.
يجدر بالذكر أن مشروع حديقة باردو كان يصنف من أهم وأكبر المشاريع التي استفادت منها عصمة الشرق، بالنظر لمساحته التي تتجاوز 60 هكتار وكذا شكله ومكانه الجغرافي الذي تربع قرب أجمل وأكبر المعالم الأثرية والتاريخية للولاية، حيث تم إنشاؤه بالقرب من الجسر العملاق وأكبر جسر حجري ذو اتجاهين في العالم، بالإضافة إلى وادي الرمال، الذي يعتبر من أجمل المعالم والمناظر الطبيعية الخلابة بولاية قسنطينة، غير أن الأحلام السابقة اصطدمت بالواقع المرير لتسابق السلطات الزمن حاليا فقط لإتمام أبسط الأشغال والتخلص من كابوسه.
التعليقات مغلقة.