منذ زمان ونحن نسمع من هنا ومن هناك وتطلع علينا عديد الأصوات التي تسول لها نفسها السوء والتي تخرج علينا في شكل وبلباس جديدين كل مرة ، وكل مناسبة ، ماذا تريد من هذا البلد الأمين وما وراء تلك التصريحات المنادية بمحو التاريخ ونسيان الماضي و التنكر للأصول و المعتقدات..؟
إن تلك الأصوات المنكرة والنكرة التي تنعق بما لا يليق ولا ينبغي ، كان يفترض أ ن تصمت للأبد ، ذلك أن العار الوطني الذي يلاحقها لن يموت معها وإنما سيلازمها لأجيال وأجيال إلى أن يرث الله الأرض ، وهذا لأن الخيانة لم تكن خطأ يمكن أن يغتفر وإنما هي خطيئة كبرى لا تجبر بمال أو دم ، إنها خيانة للوطن وخيانة أبناء الوطن وتحالف مع العدو الفرنسي الحاقد ..؟
هذا فيض من غيض أحدثه مناداة ما يسمى بـ”الحركى” ومطالبتهم بتغيير يوم عيد الاستقلال الجزائر واسترجاعها للسيادة الوطنية وحرية هذا الشعب الأبي الذي وقف سدا منيعا ضد كل محاولات فرنسا لطمس هويته وشخصيته الوطنية رغم كل المغريات المعنوية والمادية..!
ولنفرض جدلا أن تاريخ استرجاع السيادة الوطنية هو 19مارس 1962 ، وأن الاستفتاء جرى يوم 3 جويلية 1962، وأن النتائج ويوم الاستقلال أصطلح عليه يوم 5 جويلية 1962،نكاية في العدو الفرنسي الذي جلب يوم احتلال الوطن رجاله و خيله بتاريخ 5 جويلية 1830، فهو إذا رمز وتاريخ له بعد ودلالة ،ولا يمكن لكائن من كان أن يغيره ، فقد ارتبط به جميع أبناء الشعب ولا يمكن للقيادة السياسية أن تفرط فيه قيد أنملة..؟
ولهذا على تلك الأصوات المنتهي إلينا نعيقها أن تيأس فيما تطالب به ، وعليها أن تبحث عن حجة أخرى يمكن أن تبرر بها خيانتها للوطن التي لم ولن يكن في مقدورها أن ترد عليهم لعنة التاريخ، ثم بعدها ليفعل الله ما يختار ويشاء..؟!