ربما لم يمر على العرب أسوأ حال مما هم فيه الآن من تشرذم وانقسام واختلاف وجهات النظر فيما هو حاصل ويحصل في ديار العروبة من اختلاف وتقاتل واقتتال تداخل فيه الداخل بالخارج،واستعان فيه أهل البلد على أبناء البلد الواحد بحلفاء كانوا وما زالوا يعتبرون أعداء الأمة سياسيا وعسكريا..؟
وهذا ليس بإرادة فوق إرادة الجامعة وإنما بدعوة وإيعاز وتحريض بل ومشاركة منها في القتال إلى جانب العدو الغربي كما حصل في ليبيا وسوريا واليمن وغيرها من الدول العربية،إلا إذا عاد الرشد إلى بعض ساسة الأمة المؤتمرين من أمريكا ومن يدور في فلكها،والذين يريدون أن يغيروا الخريطة على هواهم وحسب ميولهم ومصالح من يريد أن يجعل من الأمة وقادتها أتباعا ولا سادة يملكون ولا يحكمون.. !
في هذا المنظور يجب أن يكون هوى واتجاه وتوجه وأيضا قناعة قمة جامعة الدول العربية المقبلة والتي سيحدد تاريخ انعقاده في الجزائر،قد يكون ذلك في مارس القادم لسبب أو لآخر أبرزها اختلاف وجهات نظر حول ملفات شائكة أبرزها ملف المصالحة العربية بما فيها عودة سوريا وحرب اليمن،وهو كما يبدو قد انحنت ثم مالت كل الميل للاتجاه المتحكم في زمام الجامعة،والذي هو أمركة الجامعة وإفراغها من محتواه الذي أنشئت أصلا لأجله،وهو كما يعلم القاصي والداني الحفاظ على وحدة واستقلال الدول العربية والتعاون فيما بينها سياسيا واقتصاديا،وهذا كأدنى شيء يمكن أن يسود بين الدول العربية..؟
وكما اعتقد أن الجزائر قيادة وشعبا مقتنعة بضرورة أنه يجب أن تتوفر خلال القمة المقبلة المزمع عقدها ربما خلال الربيع القادم،القدرة على اتخاذ قرارا ت ذات مصداقية تعكس مدى السيادة الكاملة للجامعة ولقادتها المجتمعون فوق تراب أرض ثورة الفاتح،التي غيرت الأوضاع ونقلت الجزائر من حقبة التاريخ إلى حقيقة الجغرافيا بعد تضحيات كبيرة،وبالتالي لن ترضى بلادنا إلا بقرارات سيادة قوية وواضحة،وهو في الحقيقة مسعى رئيس الجمهورية الذي نؤديه فيه..!؟