هكذا يشعر الجزائريون بعبق ورائحة سيدنا رمضان

طقوس رمضان في الجزائر تمتزج بالتراث القديم الأصيل رمضان زمان

تلجا ربات البيوت الى اقتناء واستعمال  الأواني التقليديةووضعها على المائدة الرمضانية الجزائرية لتتذكر الأُسر رائحة رمضان  القديم  ايام الزمن الجميل ومنهم من يفتكر تقاليد منرحلوا كانوا حريصين على التمسك بالعادات والتقاليد سواء أمهاتهم أو أجدادهم .

كتبت / فريدة حدادي

       تقول السيدة فاطمة وهي تمسك بـ”الطاجين” وهو أحد الأواني الفخارية التي تستخدمها بعض الأُسر الجزائرية في الطهي في شهر رمضان على وجه الخصوص،وتقف تتأمل عددا من الخيارات التي تصفها بالمغرية داخل أحد المحلات المتخصصة ببيع الأواني التقليدية والمعاصرة ، تحاول أن تقرأ قائمة المشتريات كي لا تضيع بين رفوف المحل.

       وتعدّ الأواني الفخارية من العادات القديمة التي اعتادت الأسر الجزائرية ربطها بشهر رمضان المبارك والمناسبات الدينية بوجه عام إذ يتهافت الجزائريون قبيل الشهر الفضيل على الخيم المنصوبة على الطرق، التي تجذب المارّة بزخارف أوانيها المصنوعة يدويا بأنامل النسوة والرجال الذين كبروا على حب “الصنعة“.

       ويلفت انتباه المارة امام مرشي الرحبة المتواجد بولاية باتنة ،منظر الأواني الفخارية التي تتفنن بعض الفئات المعروفة بصناعتها وعرضها في جو زخرفي تكسوه الالوان الرائعة ، فلا تزال المرأة الجزائرية ترتبط بها على الرغم من تطور الأواني الزجاجية وتعدد أشكالها وانواعها ، بل رجعت عادة استخدام الأواني النحاسية والطينية والفخارية في الديكورات الجديدة إلى الموائد الرمضانية  .

      كما قالت  أماني حين أقف  أمام أحد المحلات المتواجدة بقلب الولاية انسي أثاث منزلي  مع أن ديكوره معاصر لكنني حرصت على شراء أوان نحاسية عتيقة واخرى فخارية ، يجب أن تكون على طاولاتنا  هذه الأواني وإلا كيف يمكننا الشعور بعبق سيدنا رمضان؟، إذ تذكرنا الأواني التقليدية  بالذين رحلوا وكانوا حريصين على التمسك بالعادات والتقاليد ،كان لرمضان معنى آخر في كنف جدتي وجدي اللذين رحلا واليوم في غيابهما أحاول أن أقتني وأستحضر كل التفاصيل التي تشعرني بوجودهما حتى معنويا ، كانت جدتي تقول خيار الماعون النحاس وأيضا الطين يجلب بركته ولذة طعامه لا تقاوم وبين صخب التحضيرات تحرص الأسر الجزائرية على تجهيز كل شؤونها قبل أيام من حلول الشهر الفضيل كي “لا تربك نفسها”فأعاده الله علينا بالخير وبالبركة إن شاء الله .