جراء الجفاف الذي أضر ببعض الشعب فلاحو قسنطينة ينتظرون تعويضهم عن الخسائر تكبدوها

ينتظر العديد من الفلاحين بمختلف بلديات قسنطينة تعويضهم عن الخسائر التي تكبدوها جراء الجفاف الذي عانت منه الجزائر في الآونة الأخيرة، والذي أضر بعديد الشعب الفلاحية، في الوقت الذي كشفت مصالح مديرية الفلاحة بولاية قسنطينة عن اللجوء لتخفيف الأضرار خاصة بالنسبة للمستفيدين من إعانات القرض الرفيق، عبر تأخير تسديد الديون بالموازاة مع التعويضات التي لازالت محل دراسة، وهو الإجراء الهادف لحماية المعنيين من الكوارث التي سببها الجفاف خاصة على مستوى بلديات أولاد رحمون عين سمارة والخروب.

وبسبب مشكلة الجفاف الذي أثر على المساحات المغروسة بعديد البلديات على مستوى ولاية قسنطينة، أكد مدير المصالح الفلاحية بالولاية أن الوزارة الوصية، أوفدت مراسلة تتعلق بتخفيف أضرار الجفاف على الفلاحين، وخاصة منهم الفلاحين المستفيدين من إعانات القرض الرفيق، من خلال تأخير عملية تسديد ديونهم لهذه السنة، مشيرا لكون عملية التعويض بالنسبة للمعنيين لازالت محل دراسة من طرف السلطات الفلاحية، والتي سيتم الفصل فيها في القريب العاجل، حيث سبق للولاية أن سجلت خسائر تخص منتوج الشعير، القمح الصلب والقمح اللين.

ناهيك عن الخسائر التي تكبدها الفلاحون الذين اختاروا تخصص زراعة نبات السلجم الزيتي، الذي تم تجربته بقسنطينة كولاية نموذجية هذا الموسم، مؤكدا أن المصالح المعنية قامت بتسجيل الفلاحين المتضررين، خاصة منهم المتحصلين من القرض الرفيق، أين تم إعداد قائمة بأسمائهم وإرسالها للوزارة، ليتم على الأقل تأجيل جدولة ديونهم هذه السنة كمساعدة أولية للفلاح نتيجة ما لحقت به من خسائر، بسبب الظروف الطبيعية التي أثرت على الإنتاج هذا الموسم، بينما لاتزال مصالح الولاية في انتظار ما ستسفر عنه نتائج الدراسة التي تعكف عليها الجهات المختصة فيما يخص قضية التعويضات المادية، والإجراءات اللازمة التي ستقررها وزارة الفلاحة.

هذا وتعرف البلاد منذ حوالي 3 سنوات، حالة من الجفاف المستمر، نتيجة الانخفاض المسجل في كميات التساقط، مما أدى إلى تسجيل انخفاض حاد في منسوب مياه السدود على مستوى أكثر من 22  ولاية، موزعة على وسط وغرب البلاد، في حين  تشهد الولايات لشرقية حالة أحسن بالمقارنة من المناطق الأولى، وجاء ذلك بعد انخفاض نسبة التساقط بنسبة تراوحت بين 35  إلى 40 بالمائة، عن المعدلات المعهودة حسب دراسات متخصصة أعلنت عنها الوزارة الفلاحة مؤخرا، وهو المشكل الرئيسي الذي أنقص من امتلاء السدود التي تعتمد عليها البلاد بالدرجة الأولى في تزويد ساكنتها بالمياه، الأمر الذي أثر على معدل تزويد الولايات الكبرى بالمياه الصالحة للشرب.

بالنسبة لعاصمة الشرق أكد مدير المصالح الفلاحية بقسنطينة “جمال الدين بن سراج” أن الموسم الفلاحي هذه السنة بقسنطينة، تضرر بشكل كبير بسبب الجفاف الذي مس بلديات الولاية على رأسهم بلدية أولاد رحمون التي تعتبر المتضرر الأكبر، تليها  بلدية عين سمارة التي أثر عليها الجفاف بشكل مباشر وكذا بلديتي قسنطينة والخروب ممثلة في بلدية قطار العيش التي أصابها جفاف حاد، ما أثر على معدل الإنتاج هذا الموسم، بالرغم من محاولات السلطات المعنية، تدارك الأمر من خلال تطوير السقي التكميلي، الذي لم يعد كافيا ولا يمكنه تعويض دور التساقط الذي يمس جميع المساحة المزروعة ويروي الطبقات العميقة من الأرض.

عين سمارة