أفران “مرسال لا في “محرقة منسية..!؟

لو لم يكن لفرنسا إلا جريمة 8 ماي 1945 في حق الشعب الجزائري لكفاها لأن تدان وأن يقتص منها ، بل وأن تحارب وتقاتل ردا لكرامة ودماء الأبرياء الذين قضوا غدرا وغيلة ،وإن اعتذرت على رأس الأشهاد وعوضتنا..؟

لقد تجاوزت جريمتها جميع الخطوط وفاقت كل الجرائم التي ارتكبت على مر الزمان، حتى أن أثارها مازالت بادية للعيان ، ناهيك عن التاريخ الذي يعد خير شاهد عن المجزرة المروعة في حق الشعب الجزائري ..!

فلا يكفي أن ندينها وأن نطالبها بالتعويض العادل والمنصف ،وإنما أن تعتذر رسميا عما أرتكب في حق تلاميذ مدارس ابتدائية الذين ذهبوا ضحية أحداث مروعة تقشعر لهولها الأبدان ،حيث لم يكتف أحد المعلمين الذين وثق فيه أولئك الأطفال البراءة الذي خرج بهم في نزهة ،فقتلهم بدم بارد بل وأحرق جثثهم في أفران الجير (مرسال لافي) بمنطقة هيليوبوليس بقالمة انتقاما من الشعب الجزائري الذي طالب بالحرية في أعقاب الحرب العالمية الثانية،لقد كان حقيقة “هولوكوست” جزائري بامتياز قامت به فرنسا ضد المواطنين الجزائريين الأبرياء..؟

ليس في رقبة فرنسا هذه الجريمة النكراء فقط ، ولكن في حقها ألاف الجرائم منذ أن وطئت أقدام عساكرها النجسة تراب أرض الجزائر ، فهي لا تحصى كان آخرها ما أرتكب خلال الثورة التحريرية..!

فكيف ننسى كل هؤلاء وكيف نغفر لفرنسا جرائمها التي تعد تصفية وإبادة للجنس البشري ، فقد عمم ذلك فكان كل جزائري يتعرض للتنكيل والقتل والحرق دون أدنى رحمة منها،ومن يقرأ تاريخ تلك المرحلة يدرك جليا و بوضوح مدى الحقد الذي كانت تكنه فرنسا لهذا الوطن..؟

مهما اعتذرت فرنسا وكانت بيننا وبينها علاقات وعوضتنا ملء الدنيا ذهبا ،لا يمكن أن نطوي هذه الصفحة أو ننسى تلك الجرائم ،إنها جراح عميقة غائرة في قلب كل جزائري ومحفورة في الذاكرة الجماعية للذين يحبون هذا الوطن ولا يرضون عنه بديلا..؟!

الشعب الجزائريلفرنسا