أحـزاب نفتقدها حتى خارج السرب..!؟

       الأحزاب التي صدعتنا بمناسبة وغير مناسبة باتت لا تغرد حتى خارج السرب،فلاحس ولا خبر،فلم يعد لها وجودا مؤثرا،لقد فقدت المصداقية بعد أهدرت ماء وجودها،وإن كان البعض منها من ينشط وهو يعدد على أصابع اليد الواحدة،لكن دون طعم أو رائحة،فقد ذهب مصداقيتها بين الناس،فلم تعد فقط تغرد خارج السرب وإنما أيضا خارج الزمان والمكان..؟

          وفي هذا البلد الأمين الذي طغى علينا حب وسرعة الوصول إلى سدة الحكم بحرق كل المراحل ودون التدرج كما تفعل جميع الأمم والشعوب التي تريد أن تبني مجتمعاتها ودولها برزانة وثبات،دون ارتجال أو تسرع،لأن النتيجة في الأخير سوف تعود وبشكل عكسي على الجميع،ولهذا فضرورة إعادة هيكلة خارطة ما هو متواجد على الساحة وإعادة تقييمه وضبطه بات لا مفر منه،وعلى من يهمه الأمر من السلطات أن يستدرك ذلك اليوم قبل الغد..!

          فلو قمنا على سبيل الفضول بعملية تعداد بسطة لهالنا الأمر،فعدد الأحزاب والحزيبات الرسمية،ربما قد تجاوز عددها المائة،أما التي أودعت ملفاتها بوزارة الداخلية وتنتظر الاعتماد فحدث ولا حرج،وهذا العدد الهائل ونسبة تواجد الأحزاب بالمقارنة بعدد السكان لا يوجد حتى في البلدان الأكثر عراقة في الديمقراطية مثل فرنسا..؟

           قد يكون الإخطار عن تأسيس حزب يكفي لوجوده القانوني،كما نص على ذلك الدستورسنة 2020،ولكن الذي يجب أن يعطي الشرعية القانونية له،هو مدى انتشاره وطنيا والنسبة التي المتحصل عليها في الانتخابات التشريعية،أي المصداقية الشعبية التي هي مصدر كل السلطات،ذلك لأن سياسة الظاهرة الصوتية التي تعتمد عليها الكثير من التشكيلات السياسة بات لا تجدي نفعا ولا تكسب مصداقية..؟!

          أحزاب تكاد لا تظهر إلا بظهور المذنب هالي ثم تريد خطب ود الجماهير،وهي في الحقيقة،مختفية فاقده للعذرية مهدورة الكرامة،أكل عليها الدهر وشرب،تلوح ذات اليمين وذات الشمال،لا يصدق الناس لها قولا،والمصيبة أنها تدرك ذلك،ولكن تكابر وتغامر،من أجل دراهم معدودة تكتسبها نظير تواطؤها أو مشاركتها أو سكوتها،فسبحان الله حين تصبحون وحين تمسون..؟!

خليفة العقون