ساهمت برامج السكن والدعم الريفي التي استفادت منهما عدة بلديات بولاية عنابة في إنعاش وتعزيز الإطار، المعيشي لسكان الأرياف، وهذا ما شجعهم على العودة واستمرار ،في أراضيهم والتمسك بقراهم تفاديا للنزوح الريفي أو الهجرة الجماعية التي عرفتها عدة بلديات في نهاية التسعينات وفق ما أكده والي عنابة فإن عدة بلديات ذات طابع ريفي قد حظيت بأكبر عدد من حصص السكنات الريفية خلال العشرية الأخيرة وذلك باستفادتها من أكثر من 3 آلاف مسكن.
ساهمت هذه البنايات التي لا تزال 13 بالمائة منها في طور الانجاز، في عودة السكان إلى قراهم ومناطقهم الأصلية ومزاولتهم لمختلف نشاطاتهم اليومية التي تتميز بها هذه المناطق ذات الطابع الريفي والتي كانت محرومة من مختلف البرامج التنموية ذات الفائدة الكبيرة.
تماشيا مع هذه الوضعية وضمن مسعى تشجيع السكان على العودة إلى مناطقهم الأصلية خصت عدة بلديات بولاية عنابة مشاريع طموحة تندرج في إطار برنامج الدعم الريفي إذ استفاد لرسم السنة الجارية 400 فلاحا من نشاط تربية الأبقار و100 آخرون لتربية المواشي وعدد مماثل لتربية النحل.
تحصي هذه البلديات التي تتميز بطابعها الفلاحي استنادا لمعطيات مسؤولها أكثر من ألف طلب استفادة من إعانات الدعم الريفي في مختلف النشاطات الفلاحية والرعوية. كما تكتسي المشاريع المسجلة للانجاز أهمية بالغة حسب ذات الجهة، حيث أنها ترمي إلى التكفل بحل المشاكل التي تصعب من حياة السكان خاصة منها ما تعلق بفك العزلة، ويتعلق الأمر بتهيئة وتعبيد الطرقات وشق الممرات الجبلية وانجاز أنفاق خاصة لمواجهة الفيضانات وهذه المشاريع الجديدة يعول عليها في فك العزلة عن 129 قرية موزعة على مستوى بلديات الشرفة، تريعات، العلمة، شطايبي.
كما يجري بعدة مناطق انجاز فروع للتكوين المهني تودور الشباب ومن المنتظر أن تفتح أبوابها قريبا أمام شباب القرى لاسيما الفتيات اللائي لم يسعفهن الحظ في السنوات الماضية من مواصلة دراستهن إلى جانب بعث قريبا تهيئة وتدعيم المراكز الثقافية بكل بالبلديات السالفة الذكر، وهذا من شأنه أن يدعم الساحة الثقافية بالمناطق النائية، خاصة أن البلديات المعزولة وضع مراكزها الثقافية تحتاج إلى برنامج طموح لتحريك الفعل الثقافي بها .
كما سيتم تخصيص غلاف مالي معتبر من أجل ترميم وبناء ملاعب جوارية إلى جانب توسيع شبكة الإنارة العمومية على مختلف المداشر الـ 100 المنتشرة عبر عدة بلديات وهذا من شأنه رفع الغبن على المواطنين.