الجوع لا يحتمل في غزة
الطبيب الفلسطيني محمد أبو مغيصيب يصف، في تصريح لهيئة “بي بي سي”، المعاناة التي يعيشها أطباء قطاع غزة لإنقاذ حياتهم وحياة المصابين.
أكد الطبيب الفلسطيني محمد أبو مغيصيب، في تصريح لهيئة “بي بي سي” البريطانية، أن أطباء غزة يعانون من الجوع أثناء محاولتهم إنقاذ الأرواح.
وأشار أبو مغيصيب إلى أنه غادر قطاع غزة “للبقاء على قيد الحياة، عندما لم يعد قادراً على الاعتناء بنفسه، وأصبح الجوع لا يُحتمل“.
وقال طبيب منظمة أطباء بلا حدود: “لم أكن لأتخيل أن أموت جوعاً، لكن رأسي كان يؤلمني وبطني كانت تتألم من الجوع“.
وبعدما عمل بلا توقف في المستشفيات في جميع أنحاء قطاع غزة خلال العامين الماضيين، تم إجلاء أبو مغيصيب إلى أيرلندا منتصف سبتمبر/أيلول.
وكان أبو مغيصيب مسؤول العمليات في منظمة أطباء بلا حدود في قطاع غزة، بما في ذلك جميع مستشفياتها وعياداتها وخدمات الصحة النفسية، وهي واحدة من أكبر مقدمي الخدمات الطبية في غزة.
وحاول أن يصف المعاناة التي لحقت بزملائه خلال العامين الماضيين من الحرب، إذ ترك الهجوم الإسرائيلي المستشفيات تحت ضغط شديد، وأجبر بعضها على الإغلاق، فيما عملت أخرى بمستويات منخفضة جداً.
وروى أن بعض الطاقم الطبي اضطر إلى شرب محلول الجلوكوز لمجرد الحصول على بعض الطاقة لمواصلة العمل. وفي لحظة ما، كان الحديث الوحيد بين الأطباء والممرضين في المستشفى عن الطعام والبحث اليائس عنه.
قال: “عندما تدخل المستشفى، تشم رائحة الدم. المستشفيات من المفترض أن تكون أماكن مقدسة ومعقمة، لكن في غزة الأمر يشبه الذهاب إلى سوق عام. المرضى يرقدون على الأرض لأنه لا توجد أسرة لهم. لا يوجد عدد كافٍ من الأطباء للاعتناء بهم. في وحدة العناية المركزة، ينتظرون وفاة شخص ما لإدخال مريض حرج آخر“.
وقال: “عشت في خيمة، عشت في المستشفى، عشت في مكتب أطباء بلا حدود. وضعت فرشتي في غرفة الكهرباء بأحد المطاعم“.
التعليقات مغلقة.