يعرض طيلة أيام الأسبوع و في أوقات مختلفة مجموعات من الأطفال الصغار و المراهقين كميات من المناديل الورقية البيضاء مختلفة الألوان و الإحجام و الأنواع على المارة و المتجولين في وسط مدينة مستغانم و المتسوقين داخل
الأسواق و المتاجر حيث يجلس بعضهم على حواف الطرقات و عند محطات الحافلات و غير من الأماكن التي يتواجد بها الناس فيما يصعد البعض الآخر إلى الحافلة و التراموي لعرض المناديل على الركاب بسعر 10 دج أو 15 دج.
و هو ما يجعل تصرفات و ردود المشتري تختلف من شخص لآخر ، هذا يشتري ، الآخر يمتنع و الثالث يدفع الثمن للطفل دون أن يأخذ المنديل شفقة على الصغار و مساعدة لهم على تخطي هذا الظرف الاجتماعي و الأسري العصيب
الذي يدفعهم إلى ذلك الشغل القاسي بهدف تحصيل القوت و الرغيف رغم حداثة السن و صعوبة الشارع.
جريدة ” الراية” تجولت صباح السبت الماضي في وسط المدينة و التقت بعينة من هؤلاء الذين يتاجرون في المناديل ، حيث روت لنا حورية و هي يتيمة الأب توقفت عن الدراسة بسبب العوز حسب تصريحها أنها تشتري المناديل لتعيد
بيعها إلى الناس و هو ما يمكنها من مدخول متابين من يوم لآخر لكنه دريهمات معدودات غير كافية في الغالب لتسديد حاجة كل نهار ، فيما رد علينا ” يونس” البالغ من العمر 9 سنوات و الذي بدت على ملامحه آثار التعب من الجري وراء
المواطنين في سوق ” عين الصفراء” الشعبي أن بيع المناديل الذي يمارسه يوميا ليس عيب لكنه مقلق بالنسبة له.
لأنه لم يجد ماذا يعمل غيره ، أما رفيقه “عمر ” رفض الخوض معنا في الحديث بسبب عدم معرفته لنا آو غياب فهمه لعملنا وسط الشارع الذي يحتضن هؤلاء الأطفال الصغار و الذين فرضت عليهم الحياة القاسية من الأشغال ما هي مرة ،
فظيعة و مقززة ذلك إنها تحرم البراءة من حياة الطفولة العادية و الطبيعية و ما تلتزمه من اللعب و الضحك والرفاه تحت سقف أبوي مليء بالحنان الأسري و الدفء العائلي.
عبابسة علي
التعليقات مغلقة.