بني حميدان في قسنطينة: السكان يطالبون بالاستثمار في إمكانيات بلديتهم الكبيرة

74

يشتكي سكان بلدية بني حميدان بولاية قسنطينة من عديد المشاكل التي تنغص عليهم حياتهم، حيث تعرف المنطقة تخلفا تنمويا كبيرا على مستوى عدة قطاعات منذ عشرات السنوات، والتي خلقت تناقضا كبيرا بين إمكانياتها المذهلة من جهة والوضع المزري الذي تعرفه ويغرق فيه السكان من جهة أخرى.
إمكانيات ضخمة ووضع كارثي
يشتكي سكان بلدية بني حميدان بولاية قسنطينة من الوضع الكارثي الكارثي للمنطقة التي لا يتذكرها المسؤولون لا يتذكرونها إلا في الزيارات، متحدثين عن ضرورة النظر في وضعية هذه البلدية والتدخل لرفع الغبن عنها وعن سكانها، وهي المنطقة المنسية منذ تصنيفها سنة 1984، حيث تعاني حرمانا ونقائصا كثيرة على مستوى كل القطاعات وتضم أكثر من 14000 نسمة، كما تزخر بإمكانيات فلاحية وطاقات شبانيه هائلة وأراضيها زراعية ومعظم سكانها فلاحون، غير أن المحير كونها من أكثر البلديات فقرا وسكانها أكثر السكان معاناة على مستوى الولاية بسبب نقص التسيير، حيث تداول على البلدية عدة رؤساء منذ تأسيسها دون جدوى، رغم ما تتوفر عليه من إمكانات وموقع جغرافي أثري هام مثل منطقة تيديس للآثار الرومانية، دون الحديث عن معاناة الشباب من البطالة والظروف القاسية خاصة من قاطني الأرياف والجبال.
اكتظاظ بالاكمالية ومطالب بأخرى جديدة
فيما يتعلق بقطاع التربية فتضم البلدية عشرة مدارس ابتدائية ينتقل الناجحون بها في شهادة التعليم الابتدائي إلى متوسطة رابح لخشين الوحيدة والتي شيدت سنة 1988 وتعرف اكتظاظا كبيرا في كل سنة دراسية، وطاقة استيعابها 600 تلميذ على الأكثر، غير أنها وللأسف  تضم خلال السنة الدراسية الجارية أكثر من 900 تلميذ بمعدل 45 إلى 50 تلميذ في القسم، حيث تعرف اكتظاظا كبيرا أثر على مردودية الأساتذة وصعب من الاستيعاب لدى التلاميذ مما تسبب في انخفاض نسبة النجاح بها والتسرب المدرسي المبكر، كما تعرف المتوسطة نقص التأطير من ناحية المراقبين التربويين، حيث يقوم ثلاث مراقبين على الأكثر بمراقبة التلاميذ ومرافقتهم طيلة اليوم، ما يوجب برمجة مشروع لإنجاز متوسطة أخرى جديدة عاجلا لتخفيف العبء القائم وتحسين المستوى الدراسي بالبلدية لتجنب النتائج السلبية.
ملعب واحد غير ملائم  
تحتوي البلدية ملعبا بلديا صغيرا لا يلائم النشاط الرياضي وهذا بشهادة مديرية الشباب والرياضة، حيث أنه لا يستطيع استقبال الفرق  خلال الدورات الرياضية بسبب حالته المزرية، رغم أنه استفاد من مشروع إعادة التهيئة غير أن الأشغال لم تكن في المستوى، في ظل غياب التوسعة أو إعداد المدرجات وكذا الأضواء الكاشفة أو الأرضية المناسبة للعب بكل أريحية مما يضطر فريق بني حميدان البلدي لاستقبال الفرق خارج البلدية، وهو ما يوجب الاهتمام بهذا الملعب وإعادة الاعتبار لهذا المكسب الرياضي والعمل على تشييد قاعات رياضية وترفيهية لاستقطاب مختلف المواهب بعيدا عن كل الآفات الاجتماعية في ظل غياب الهياكل الرياضية.
انتشار كبير للبطالة وعدم استغلال للمتوفر
هذا وتعتبر بلدية بني حميدان منطقة فلاحية بامتياز وتعرف بمحاصيل زراعية هامة تصنف من الأوائل وتحقق نسبة كبيرة من الاكتفاء داخل الولاية وخارجها، إضافة إلى توفر الموالين وتربية الدواجن والمواشي والأبقار بصفة كبيرة مما يساعد على توفر مادة الحليب وبكميات معتبرة، حيث أصبحت المنطقة مقصد المستثمرين لجمع الحليب من خارج الولاية وشراء هذه المادة واستغلالها في صناعة الألبان والأجبان ومشتقاتها، غير أنه لم يتم استغلال هذه الثروة محليا وإنشاء نشاط صناعي وتجاري كإنشاء منطقة صناعية للاستثمار الفلاحي وتشييد ملبنة وصناعة الحليب ومشتقاته، الذي سيكون مكسبا للبلدية والولاية ويساهم في القضاء على البطالة وخلق مناصب شغل لأبناء المنطقة من الشباب الذين أصبحت تنخرهم المخدرات وترمي بهم إلى شبح الآفات الاجتماعية.
غياب المياه ببعض المشاتي.
يعيش الكثير من سكان بلدية بني حميدان أزمة حادة فيما يخص التزود بالمياه الشروب، والتي تنعدم نهائيا في بعض المشاتي التي تضم مئات العائلات مثل مشتة عين حامة، التي رغم إيصال شبكة التوزيع بها إلى المنازل لكن لا وجود للمياه إطلاقا منذ عشرات السنوات مما يحتم على المواطنين شراء مياه الصهاريج للشرب والغسيل، رغم وجود خزان كبير لتزويد المنطقة المذكورة بالمياه، وذلك لعدم مطابقة شبكة التوزيع للمعايير حيث كان مبرمج تزويد هذا الخزان من بلدية حامة بوزيان لكن بقيت مشاريع دون تجسيد.
السكن حديث ذو شجون
تعاني البلدية إجحافا كبيرا من حيث الاستفادة من حصص سكنية بكل الصيغ تلبي طالبي السكن والتي تتجاوز 1400 طلب سكن، حيث كانت آخر استفادة من مشروع 50 سكن عمومي إيجاري سنة 2016 ومشروع 100 سكن كذلك سنة 2019 هذا إضافة إلى مشروع 50 سكن ترقوي مدعم سنة 2011 والذي لم تكتمل به الأشغال، حيث لم يأخذ المرقي العقاري بعين الاعتبار كل التعليمات الموجهة إليه وبقي المكتتبون ضحية هذا التماطل أمام سكوت الجهات المعنية، بينما لازال السكن الريفي منتظرا بعد استفادة الولاية قبل أيام من 500 سكن.
ضغط بمكتب البريد وغياب مصلحة ولادة بالعيادة
تحتوي المنطقة على مكتب بريدي بشباك واحد يشمل مختلف العمليات من تسديد فواتير وأجور العمال وتسليم الطرود وبيع الطوابع البريدية مع غياب الموزع الآلي مما يجعل المواطنين في تذمر كبير ويضطرهم للتنقل إلى مكاتب أخرى ليلا عند الضرورة، حيث يطالب السكان بزيادة على الأقل شباك آخر لتخفيف الضغط على العامل والمواطنين وتوفير موزع آلي لتقديم خدمات أحسن للمواطنين، بينما وفي جانب الصحة تعرف العيادة متعددة الخدمات غياب مصلحة الولادة وطبيبة نساء أو قابلات، مما يشكل خطرا على النساء الحوامل خاصة خلال الاستعجالات عند الوضع وتنقلهم إلى مستشفى زيغود يوسف الذي يبعد حوالي 25 كلم عن البلدية.
مطالب بفتح خط مباشر نحو قسنطينة
كانت البلدية في سنوات مضت تنظم سوقا أسبوعيا داخليا يعتبر مقصد السكان والتجار حتى من خارج الولاية وبمثابة دخل للبلدية ومصدر قوت مختلف الشرائح، لكن للأسف توقف نشاط هذا السوق مما أثر سلبا على الكثير من التجار والسيولة المالية أصبحت تصرف خارجا الشيء الذي زاد في فقر البلدية ومواطنيها، ما يوجب على السلطات المعنية إعادة برمجة السوق الأسبوعية بالمنطقة وتشجيع النشاط التجاري بها وامتصاص جزء من البطالة المنتشرة بالبلدية، فيما يغيب خط بري لنقل المسافرين من بلدية بني حميدان إلى وسط مدينة قسنطينة ما يجبر المواطنين على التنقل إلى بلدية حامة بوزيان أو ديدوش مراد ومن ثم إلى وسط مدينة قسنطينة، ما يجعل الأمر مكلفا بالنسبة لهم ومضيعة للوقت.

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::