مما يفسر عيش السكان بالمنطقة ووجودهم بها منذ آلاف السنين: العثـور علـى نقشيـة ضاربة في عمـق التاريـخ بتكوت في باتنة

194

تتواصل عمليات الاكتشاف للآثار والمعالم التي تجسد حياة الإنسان قبل آلاف السنين بالجزائر، واليوم نتحدث عن ولاية باتنة، التي كانت مهد لعديد الحضارات والغزوات قبل وبعد الميلاد، ما يستدعي من السلطات ضرورة تسليط الضوء عليها ومعرفة تاريخ الجزائر من خلال التنقيب واستخراج كل ما يؤرخ لذلك، فباتنة معروفة بتيمقاد وتازولت، طبنة “بريكة” تكوت وغيرها، ما جعلها منطقة خصبة توافد عليها البشر من كل أنحاء العالم.
وفي ذات السياق، أكد خبراء في علم الآثار، حول النقيشة الحجرية التي اكتشفت مؤخرا ببلدية تكوت بولاية باتنة، تعود لعصر ما قبل الحضارة الرومانية، حيث تم اكتشاف واسترجاع هذه النقيشة الحجرية المكتوبة بأحرف ليبية قديمة، تم نقلها لمديرية الثقافة والفنون بباتنة لحمايتها واستكمال إجراءات البحث والتحري فيها، حسب ما أفادت به ذات المصالح.
وكان مدير الثقافة والفنون عبد الحق عامر برحو، قد أبدى اهتماما كبيرا بهذا الاكتشاف الأثري الجديد، وحرص على مُتابعة تشخيص تاريخه، مُؤكدا أنّه اكتشاف أثري هام، عثر عليه أحد المُواطنين خلال عمليات حفر قام بها أحد الخواص؛ ضمن أشغال عادية، بمنطقة رأس أسرا أو ثقولت ببلدية تكوت الجبلية الغنية بمثل هذه الآثار الضاربة في أعماق التاريخ.
وتعتبر هذه النقيشة السادسة من نوعاها التي تم العثور عليها في السنوات الأخيرة عبر بعض بلديات الولاية باتنة، ترجع لحق زمنية مُختلفة، حيث أفادت مصادر من مديرية الثقافة والفنون بعد عرض النقيشة الحجرية على مختصين في الآثار أن النقيشة الحجرية يبلغ طولها 65 سنتيمترا وعرضها حوالي 45 سنتيمترا، تؤرخ لعملية دفن أحد الأشخاص وهي شاهد على قبر تحمل اسم الشخص المدفون ويرجع تاريخها إلى الفترة ما بين 5 آلاف و4 آلاف سنة قبل الميلاد، في الوقت الذي أكدت بعض المصادر احتواء الموقع على العديد من القبور الدائرية التي ترجع لتلك الحقبة الزمنية القديمة من نوع تيميليس.
وكما هو معلوم، فإن النقيشة حملت اسم هذه مكتشفها )بوعزيز نجاحي( وهو صاحب الأرض أيضا التي وجدت فيها النقيشة والذي اتصل بمصالح بلدية تكوت وأعلمها بالاكتشاف التي بدورها راسلت مصالح مديرية الثقافة التي قدمت رفقة وفد من خبراء أثار أكد أن النقيشة فعلا ترجع لحضارات قديمة تتحدث الليبية المنتشرة في دُول شمال إفريقيا في تلك المرحلة التاريخية القديمة.
هذا ويتواجد المعلم الأثري حاليا في ظروف وحالة جيدة في انتظار نقله لمتحف بعد استكمال الإجراءات المعمول بها، على أمل العثور مستقبلا على المزيد من هذه الآثار التي تُخلد حقبات تاريخية قبل الميلاد، وسط نداءات كثيرة بالحفاظ عليها من عمليات النهب والتخريب التي طالت العديد منها وكذا العوامل الطبيعية.

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::