شهدت مدن الجزائر، يوم الخميس الماضي، تظاهرات ومسيرات حاشدة تضامنا مع قطاع غزة واستنكارا للمجازر الهمجية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، بمشاركة مسؤولين سابقين.
حيث شارك رئيس الجمهورية الأسبق للجزائر اليامين زروال، في مسيرات التضامن مع فلسطين التي تتعرض لمجازر يومية، وجاءت مشاركة الرئيس الأسبق للجزائر اليامين زروال في المسيرة التضامنية التي نظمت يوم الخميس الفارط بولاية باتنة وشارك فيها آلاف المواطنين من مختلف شرائح المجتمع، من طلبة جامعيين، تلاميذ، مدنين وحتى مسؤولين على غرار رئيس المجلس الشعبي الولائي “أحمد بومعراف “.
وتقدم الرئيس الأسبق اليمين زروال، المسيرة في ولاية باتنة، مستنكرا ما يتعرض له قطاع غزة من قصف يومي يستهدف فيه الأطفال والنساء وكبار السن، هذا وأدانت الجزائر في وقت سابق، بشدة الهجوم الإسرائيلي الهمجي المتعمد على مستشفى المعمداني في قطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل 500 شخص على الأقل.
كما ناشدت الجزائر المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والضمير العالمي التدخل الفوري لوقف مثل هذه الأعمال الهمجية التي تنتـهك وبشكل صارخ القانون الدولي والإنساني وأبسط القيم الإنسانية.
ويتعرض قطاع غزة لقصف إسرائيلي بري وبحري وجوي منذ إطلاق حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر.
وقوبل “طوفان الأقصى” بعملية “السيوف الحديدية” الإسرائيلية، حيث يشن الجيش الإسرائيلي غارات على قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
الشعب الجزائري وكعادته ودعمه للقضية الفلسطينية منذ أن وطأة أقدام اليهود بيت المقدس، هتف بشعارات واضحة تدين أمريكا وإسرائيل في قتل الأطفال والنساء، واصفين إياهم بالجبناء الغير إنسانيين، ومن ابرز هذه الشعارات “فلسطين فلسطين الشهداء”، “أضرب أضرب تل أبيب يا قسام يا حبيب” “حلو الحدود نقتلو ليهود”، هذه الشعرات رددت في كل الجزائر شهدنا عليها في ولاية باتنة.
هذا وجاءت هذه المسيرة فور النداء الذي روج له رواد مواقع التواصل الاجتماعي بباتنة حيث جاء فيه “دعوة للجميع، نصرة لإخواننا في فلسطين وتعبيرا منا كشعب جزائري حر نأبى أي شكل من أشكال الاحتلال، ونظرا لما تشهده دولة فلسطين من عدوان صهيوني على أراضيها وشعبها المستضعف، ندعو الجميع للحضور وبقوة في مسيرة مليونية تم ضبط توقيتها على الساعة 11:00 الانطلاقة تكون من أمام مسجد أول نوفمبر، هذا الرفض يمكن أن يكون ولو دعم معنوي للشعب الفلسطيني، فرجاء على الجميع الحضور وترك كل الأمور ساعة أو ساعتان من الزمن، في مسيرة سلمية حضارية نحمل فيها علم دولة فلسطين والجزائر، تنويه أهم شيء هو النظام فرجاء التنظيم قدر المستطاع، شكرا نحن في انتظار تجمهركم القوي غدا بحول الله”.
ولم يعلم أحد أن رئيس الجمهورية الأسبق اليامين زروال سيشارك في هذه المسيرة المليونية حتى وجدوه وسط حشود غفيرة من الجماهير، وبأريحية تامة، هذا ما يفسر حب الشعب لهذا الرئيس خاصة ممن عاصروه إبان العشرية السوداء، تجدر الإشارة أن الرئيس شارك في حراك 22 فيفري التي وضعت حد للمافيا والعصابة الحاكمة في الجزائر .
هذا ولا حظنا أن الشعب الجزائري متعطش وبقوة لنصرت إخوانهم في فلسطين، فهناك أنباء عن التحاق 50 جزائري بالثورة الفلسطينية، ما شاع في مواقع التواصل الاجتماعي، أين طالب عدد كبير من الناس المشاركة في هذه الانتفاضة والاستشهاد في اطهر بقاع الأرض، حيث اعتبر المجتمع الجزائري أن هذا العدوان ضد شعب مستضعف لم تشهده فلسطين منذ أزيد من نصف قرن من الاحتلال الصهيوني وبدعم أمريكي” .
هذا وفسر خبراء سياسيون أن الذي يحدث في غزة ربما يكون بوادر نهاية الحكم الأمريكي على العالم، وتغير في أقطاب الحكم، فبالرجوع للأزمة الأوكرانية الروسية تجد أن أمريكا وإسرائيل هي الداعم الأساسي، ما يفسر تورط أمريكا في جرائم إنسانية كبيرة عبر العالم، ناهيك عن سوريا والعراق وليبيا وغيرهم من الدول، هذا الفشل الذريع ودعم الإرهاب أضحى ظاهر للعلن، هو الذي سيدفع كبرى الدول لشن حملات اقتصادية وحتى حربية ضد الولايات المتحدة الأمريكية، طبعا بظهور القوى الاشتراكية السابقة روسيا والصين ولكن بحلة جديدة”.
التعليقات مغلقة.