من نتائج زيارة لوفد الفيتنامي إلى الولاية وزيادة على التوأمة

باتنة وديان بيان فو في اتجاه واحد لتعزيز فرص الاستثمار بينهما

78

– جمهورية فيتنام تحتل المراتب الأولى عالميا في تصنيع المستلزمات الرياضية
– الاتفاقية سوف تفتح آفاقا واسعا للتعاون المشترك المحلي والوطني

ريبورتاج – خليل وحشي:

 

تم هذا الأسبوع بولاية باتنة،توقيع اتفاقية هي الأولى بولاية باتنة مُمثلة للجزائر ومُحافظة ديان بيان فو الفيتنامية،تقضي بتعزيز سبل التعاون المشترك في عدة مجالات تتعلق بالتنمية المحلية والوطنية على رأسها الاستثمار في قطاعات الفلاحة والري والثقافة والصناعة والشباب والرياضة،نظرا لما تتمتع به ولاية باتنة،من فرص استثمار وجيدة في هذه المجالات.

اتفاقية التوأمة التي حضرتها “الراية”،وقعها عن الجانب الجزائري والي باتنة “محمد بن مالك” والسفير الفيتنامي المعتمد بالجزائر “تران كوك كانه”،رفقة محافظ ديان بيان الفيتنامية “لي ثان دو” وهذا بمقر الولاية بحضور مُدراء الجهاز التنفيذي المعنيين بالاتفاقية وفريق عمل عن الجانب الفيتنامي.

وقد ودامت زيارة هذا الوفد ثلاثة أيام رفقة والي ولاية باتنة ورئيس المجلس الشعبي الولائي أحمد بومعراف ، تم من خلالها معاينة العديد من فرص الاستثمار وزيارة مختلف المؤسسات الاقتصادية العمومية منها والتابعة للخواص، إضافة إلى بعض المستثمرات فلاحية الناجحة والنموذجية وكذا مرافق صحية و ثقافية والمعالم السياحية للوقوف ميدانيا عن واقع فرص الاستثمار والتنمية المحلية بالولاية.

هذا وتعتبر الاتفاقية فرصة ثمينة للدفع بالاستثمار والتعاون بين الولايتين، حسبما أكده والي باتنة،خاصة وان هذه الاتفاقية تمت دراستها بعمق مركزيا ينتظر منها المساهمة بقوة في تبادل التجارب التنموية والخبرات الاقتصادية لتتجسد في الميدان من خلال انجاز مشاريع استثمارية مُشتركة تدفع عجلة التنمية المحلية بالولايتين.

كما أكد محافظ ديان بيان الفيتنامية، خلال عرضه لفرص الاستثمار بالفيتنام أن هذه الاتفاقية تُعزز علاقة التعاون التاريخية بين البلدين،الذين يسيران قدما لتحقيق الازدهار والتطور لشعبيهما في ظل التوجهات الجديدة للإقلاع الإقتصادي للبلدين، والتحديات العالمية الراهنة.

اللقاء يعتبر فرصة للتعريف بولاية باتنة التي تربطها قواسم تاريخية مشتركة مع محافظة ديان بيان فو الفيتنامية،والتي شهدت ملحمة استمرت لمدة شهرين من القتال العنيف انتهت بهزيمة الجيش الفرنسي سنة 1954ونهاية الوجود الاستعماري الفرنسي في قارة آسيا ككل،وهي نفس السنة التي انطلقت فيها أول رصاصة للثورة التحريرية الجزائرية من قلب الأوراس في ولاية باتنة.

وقد تم تسطير برنامج على مدى ثلاثة (03) أيام ،بهدف إطلاع الطرف الفيتنامي على ما تزخر به ولاية باتنة من إمكانيات مادية وبشرية ومؤهلات علمية تمكنها من أن تكون قطبا في المجال الصناعي و الفلاحي والسياحي، وهذا ببرمجة زيارات ميدانية لمؤسسات عمومية وخاصة تقدم الصورة الحقيقة عن الولاية للطرف الفيتنامي .

أثناء الاستقبال تلقى الوفد الفيتنامي لوحة تقديمية عن ولاية باتنة،من البعد التاريخي الحضاري للتواجد الروماني في مدينتي تيمقاد وتازولت الأثريتين،إلى البعد التاريخي الثوري الذي قاده الشهيد البطل مصطفى بن بولعيد ورفقائه ضد المستعمر الفرنسي،وكذا القدرات الاستثمارية في المجال الاقتصادي والفلاحي المتنوع .

كما قام والـــي الولاية والوفد الفيتنامي بالتوقيع على اتفاقية التعاون والتوأمة بين ولاية باتنة ومحافظة ديان بيان فو ،عن جمهورية فيتنام الاشتراكية ممثلة في محافظ المقاطعة رئيس الوفد الفيتنامي،وهي اتفاقية تمتد لمدة ستة (06) سنوات،وقد جاءت بعد دراسة معمقة بين البلدين على المستوى المركزي والمحلي .

وتحتوي هذه الاتفاقية عدة جوانب:كالاستثمار والسياحة والصحة والثقافة والفلاحة والصناعة والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي،وتعتبر أرضية لخلق فرص الاستثمار المشترك للطرفين لاسيما والانتعاش الصناعي والسياحي والفلاحي الذي عرفته ولاية باتنة مؤخرا بهدف رفع الصادرات خارج المحروقات وخلق الثروة.

بعدها تمت برمجة زيارة ميدانية بمدينة باتنة للتعريف بالجانب الصحي للقطاع الخاص بالولاية : النقطة الأولى افتتاح مصلحة الطب النووي بمركز التشخيص للدكتور (غسيري)،وهنا تلقى الوفد الفيتنامي شروحات مفصلة حول المركز وطاقات استيعابه وطرق التشخيص والفروع المتوفرة بالمركز،وكانت لمصلحة الطب النووي والتي تعتبر أحد فروع الطب يتم فيها استخدام مواد مشعة وأساليب فيزيائية نووية في التشخيص .

كما شملت النقطة الثانية في الزيارة تدشين مخبر التحاليل الطبية للدكتور سعد العود والذي يعتبر من أهم المخابر على مستوى القطر الجزائري لما له من إمكانيات في مجال التشخيص والتحاليل الطبية،حيث تعرف الوفد الفيتنامي على التجهيزات التي يتوفر عليها المخبر وطريقة تسييره من كفاءات جزائرية ذات مهارة عالية،والخدمات التشخيصية التي يقدمها للمريض في ظرف قياسي مع صفر خطأ في تقديم النتائج المخبرية .
كما تضمن برنامج الزيارة أيضا التوجه نحو المستشفى الجامعي بن فليس التهامي ببلدية باتنة وبالضبط إلى مصلحة زراعة الأعضاء،حيث قدمت للوفد الفيتنامي حصيلة نشاطات المصلحة خاصة في فرع زراعة القرنية وزراعة الكلى،المصلحة تعتبر الأولى وطنيا وفي المغرب العربي أيضا،فقد تم زرع 612 كلية لفائدة المرضى منذ سنة 2014 ،منها 40 امرأة حامل وضعت مولودها بنجاح بعد عمليات زرع الكلى.

من جهة أخرى قام الوفد الفيتنامي بالتوجه نحو غرفة الفلاحة لولاية باتنة حيث تعرف،على أهم المنتوجات الفلاحية بالولاية من العسل بأنواعه وأنواع الحبوب والخضار، بالإضافة إلى الفواكه كالتفاح الذي تصنف ولاية باتنة الأولى وطنيا في إنتاجه وكذا الزيتون والمعاصر الحديثة التي تقدم منتوجات بمقاييس عالمية.

غرفة التجارة والصناعة أوراس،نالت هي الأخرى نصيبها من الزيارة،والتي كانت لها الفرصة للتعرف أكثر وعن قرب للاستثمارات الصناعية الناجحة في الولاية،حيث قدم الصناعيين الخواص والعموميين بطاقات تقنية لمشاريعهم وعينات عن منتجاتهم من أجل التقارب وخلق سبل للاستثمار المشترك بين البلدين على غرار GENERAL ELECTRIC ALGERIE TURBINES GEAT ،HIGH PLAST ، Safi الشركة الجزائرية للمصفاة ، TECHNO CERAM ، مؤسسة الفتح للأفرشة،مؤسسة نقاوس العمومية للأحذية الرياضية والصناعية،مؤسسة تومي عبد القادر للمواد البلاستيكية الدراسية ، TDA . GETEX ، الافرشة – العمومية – بعين جاسر .
وفي نفس السياق تم زيارة المجمع الصناعي للحليب ومشتقاته ملبنة الاوراس باتنة والذي يعتبر مصنع جد مهم باعتبار انه يمون 15 ولاية جزائرية (الشرق والجنوب الشرقي) بطاقة إنتاجية قدرت بــ: 500.000 لتر يوميا من الحليب،عدد العمال 200 عامل وبتنوع منتوجاته والتي اطلع عليها الوفد .

أيضا تم التوجه لمؤسسة ش ذ م م سيف ديجي للأحذية وهى إحدى الاستثمارات الصناعية الناجحة وفي فترة وجيزة تمكنت من حجز مكانتها في السوق المحلية والوطنية بصناعة الأحذية الرياضية و(الشباشيب) الطبية وكذا الأحذية الأمنية الموجه لورشات البناء.

الوفد الفيتنامي وبعد تجوله في المصنع،أكد أنه بالإمكان توفير المواد الأولية لهذه المنتوجات ومرافقة المستثمرين في هذا المجال في الحصول على التجهيزات اللازمة،خاصة وأن فيتنام تحتل المراتب الأولى عالميا في تصنيع المستلزمات الرياضية.

وفي النقطة الأخيرة لبرنامج الزيارة،تم التوجه لبلدية نقاوس للتعرف على الشركة ذات أسهم نقاوس للعصائر والمصبرات،الذي يندرج ضمن المجمع ( AGRODIV) العلامة التجارية نقاوس من أقدم وأشهر العلامات في الجزائر ، حيث عرف المصنع تطورا وتحسنا في الإنتاج بتنويع الأذواق والزيادة في طاقة الإنتاج .

بعد الانتهاء من النقاط المحددة في البرنامج المسطر للزيارة،قيم الوفد الفيتنامي هذه الزيارة،التي اعتبرها ناجحة وبالنظر للفرصة الهامة التي سمحت له بالاطلاع الملموس على الإمكانيات المتوفرة و ما تزخر به ولاية باتنة من إمكانيات مادية وبشرية ومؤهلات علمية تمكنها من أن تكون قطبا في المجال الصحي والصناعي والفلاحي،وهو الأمر الذي يسمح وعن جدارة بفتح المجال للتعاون المشترك بين الطرفين .

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::