مديرية الصحة والسكان بباتنة تحسس بضرورة التبرع بالأعضاء …. حمدي شاقوري
الشيخ ميحي عبد الحق التبرع بالأعضاء البشرية من الميت إلى الحي صدقة جارية
في إطار التوعية والثقافة الصحية لدى الجزائريين بصفة عامة، أُختتمتأمس بولاية باتنة ، فعاليات الشهر التحسيسي حول التبرع بالأعضاء البشرية ، المنظمة من طرف مديرية الصحة والسكان ، حيث جرت أحداث اللقاء بمركز مخابر البحث العلمي ، بحضور عديد السلطات المدنية والفاعلين على غرار مدير الصحة والسكان حمدي شاقوري ، مدير الشؤون الدينية ، رئيس لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الولائي ” هارون شعبان ” إضافة إلى عديد الدكاترة المختصين في عدة مجالات علمية على رأسهم البروفيسور عثمان شينارالمختص في الأمراض الباطنية وزراعة الكلى ، ويهدف اللقاء الى توعية كل سكان الولاية بضرورة تبني ثقافة التبرع بالأعضاء لان كل شخص منا قد يحتاج في يوما ما إلى عضو يمكن أن يكون سبب في البقاءه على قيد الحياه .
لاشك أن التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية من أهم السمات التي تبين التعاطف الإنساني والتكاتف لإنقاذ حياة الآخرين، وهذا توجه قوي يعبر من خلاله الجميع عن تعاونهم في سبيل خير الآخر، ولأننا في وطن ينعم بالقيم والخصال الإنسانية النبيلة والعمل على تعزيز التقدم العلمي وجعل كل ما يتعلق به يتم وفق أرقى الممارسات العالمية بما يتوافق مع المنظومة الأخلاقية ومتطلبات الخدمات الصحية ، فبين غياب ثقافة التبرع بالأعضاء بين الجزائريين وعدم قدرة الكثير من المرضى على دفع التكاليف الباهظة لعمليات ، يتمخض عنه اتخاذك قرار التبرع بإحدى كليتيك إلى قريبك المصاب بالفشل الكلوي هو قرار على جانب من الأهمية والذي هو من أغلى وأنبل ما يمكن أن تقدمه له، لأن ذلك سيمكنه من استعادة حياته الطبيعية التي فقدها بعد إصابته بالفشل الكلوي المزمن.
وفي هذا الخصوص يقول مدير الصحة والسكان حمدي شاقوري ،أن العملية التحسيسة جاءت تزامننا وشهر الكلى ” مارس ” والتي شملت عدة دوائر كبرى بالولاية على غرار بريكة ، مروانة ،اريس ، عين توتة وباتنة عاصمة الولاية التي شهدت اللقاء الختامي ، – يضيف – أن هدف الأسمى من هذا اللقاء هو محاولة إزالة كل الطابوهات التي تعيق عملية سير التبرع بالأعضاءمن الأموات إلى الأحياء والتي أجازها كل من المختصين في الدين و الأطباء وعلماء الاجتماع وغيرهم .
كما أكد شاقوري أن اللقاء يندرج تحت رعاية والي ولاية باتنةالدكتورمحمد بن مالك وبمبادرة من طرف البروفيسور عثمان شينار المختص في الأمراض الباطنية وكذلك الطبيبة البروفيسور ميسوم الذين يعملان في زراعة الكلى بالمستشفى الجامعي التهامي بن فليس ، كما نوه ذات المصدر أن وولاية باتنة تحوز على تجربة ناجحة سنة 2018 تتمثل في زراعة الكلى من شخص ميت من ولاية قسنطينة إلى شخص من ولاية برج بوعريريج، كل هذا من خلال مراسلة جاءت بها الوكالة الوطنية لزراعة الأعضاء تفيد بأن هناك كلى للتبرع لتطابق الأنسجة مع الشخص المتوفى وتمت العملية بنجاح .
وفي نفس السياق يقول مدير الصحة والسكان ، أنه وحسب الإحصائيات الأخيرة تم رصد 30 ألف شخص يقوم بعملية تصفية الكلى بالجزائر ككل وبباتنة تم إحصاء 900 شخص ، وهو ما يستدعى لزوما زراعة كلى لهم ورفع الغبن عنهم، باعتبار أن ولاية باتنة رائد في مجالات عديدة كزراعة القرنية ، الكبد ، النخاع الشوكي والكلى ، فمن خلال السير نحو الثقافة التبرع بالأعضاء من الميت إلى الحي ، نستطيع التبرع بكليتين بدل كلية واحدة ويستطيع إنقاذ شخصين عكس التبرع من حي إلى حي ، – يضيف- ” ونسعى نحن مديرية الصحة في قادم الأيام إلى تعميم وتوسيع مثل هكذا لقاءات التي ستشمل عديد الأماكن على غرار الجامعات للوصول لأكبر شريحة من المجتمع إضافة إلى الإعلام الذي يمثل أهم دور ألا وهو إيصال المعلومة إلى الناس ككل.
هذا وقال الأستاذ ميحي عبد الحق عضو المجلس العلمي لمديرة الشؤون الدينية لولاية باتنة ، أن نقل الأعضاء البشرية من شخص ميت إلى شخص حي تعتبر من النوازل المعاصرة التي اقتضتها الضرورة والحاجة والتطور العلمي ، حيث أصبح بمقدور الإنسان أن يستفيد من أعضاء أخيه الإنسان سواء أنكان حيا أوميتا ، ومسألة التبرع تناولتها دور الإفتاء في العالم وكان لهم مواقف متباينة قبل 20 أو 30 سنة ، ربما لم تكتمل الصورة كاملا هناك من جرى رأيه للتحريم ، لكن في الوقت الراهن شهدت البشرية طفرة عظيمة وتطور علمي رهيب ووصول الرسالة غير منقوصة تفسر المقصود من التبرع بالأعضاء ، حيث أجاز العلماء هذه العملية وفق لضوابط حتى لا نجنح ولا ننحرف إلىمسألة الاتجار بالأعضاء وقاعدة دفع الضرر تسمح بذلك واعتبر التصدق بهامن باب الصدقة الجارية ، وسدا لذريعة الاتجار بالأعضاء البشرية كما نشاه في بعض دول العالم اقترحنا بعض الآليات تكمن في وجود مندوب للعدالة أووكيل الجمهورية في مركز طبي متخصص تحت إشراف أطباء مختصين ورجال العدالة نضمن من خلالها نقل الأعضاء إلى كافة المحتاجين دون محاباة .
كما صرحت الخبيرة الاجتماعية بيبيمون كلثوم ، انه بالنظر للجهود المبذولة من طرف الطواقم في الولاية التي حققت خطوات كبيرة في مجال التطبب وزراعة الأعضاء خاصة الكلى ، وجب تفعيل وبناء إستراتيجية تخول ترسيخ ثقافة التبرع لدى الجزائريين ، حيث شهدت مجتمعات العالم اليوم تطورات علمية متسارعة في مختلف المجالات، منها ما كان له مساس مباشر بقيم الأفراد وتوجهاتهم نحو مفاهيم تقليدية راسخة في عقلهم الجمعي التي لايمكن تغييرها بسهولة، فأصبح من الضرورات الملحة وضعها في حيز اهتمام العلوم الاجتماعية، فالقيم تعد بمثابة الضابط والمعيار الأساسي للسلوك الفردي والاجتماعي، ومما الشك فيه أن الجماعات المرجعية والمجتمع تتبني مجموعة من المبادئ والقواعد التي ترسم مجموعة من المضامين الحاكمة لأفراده بطريقة منظمة هادفة .
أيضا تضيف كلثوم ، أن المجتمع الجزائري ليس رهان العلم في حد ذاته، بل كيفية إدماجه حتى يتوافق مع المنظومة الأخلاقية للحياة والموت وفقاً للأعراف السائدة التي يحكمها الدين من جهة والقانون من جهة أخرى ،وأهم الوسائل والآليات اللازمة لتفعيل مشاركة ثقافة التبرع بالأعضاء وجب غرس المبادئ والقيم الإسلامية التي تحث على مساعدة الآخرين ومنها التبرع بالأعضاء بعد الموت لإحياء عدد كبير من الأفراد ، تفعيل دور وسائل الإعلام المختلفة في تثقيف أفراد المجتمع بماهية التبرع بالأعضاء بعد الموت، تكثيف المحاضرات والندوات بأهمية الموضوع ونشاط المجتمع المدني .
التعليقات مغلقة.