كما جرت العادة في كل مرة في رمضان من كل سنة تزداد ممارسة الرياضة والحديث عن فائدتها أثناء الصيام فبالإضافة إلى بطولات كرة القدم الليلية التي تُنظم في كل مكان تقريباً بهذه المناسبة يظل الركض والأنشطة البدنية هو أساس نشاط الصغار والكبار ولأسباب مختلفة فبعضهم يمارسها لتمضية الوقت والبعض الآخر يفعل ذلك لإنقاص الوزن في حالة السمنة ليشعر وكأنه أحسن.
حدادي فريدة
ويأتي شغف الجزائريين لممارسة الرياضة خلال شهر رمضان المعظم نتيجة الشعور بأن النشاط البدني يساعد على الحفاظ على الصحة العامة وأيضا تفادي لبعض الأمراض وخاصة منها التي لها علاقة بالقلبية العرقية، فمنذ بداية الشهر الفضيل عرفت المساحات الخضراء بالعاصمة على غرار غابات باينام وبوشاويزيادة معتبرة في عدد الرياضيين الذين يرتادون هذين المكانين إلى جانب الرياضيين العاديين وبالإضافة إلى الهواة الذين يأتون بالصدفة.
شبان وصغار فرادى وجماعات وكلهم من أحياء الجزائر العاصمة اختاروا ممارسة الرياضة خلال هذا الشهر وخاصة قبل ساعتين عن موعد الإفطار وذلك رغم التعب وقلة النوم اللذان يعاني منهما عامة الناس خلال شهر الصيام، و في هذا السياق يقول شاب في الأربعينيات من العمرسابقا لما أعود من العمل أنام أو أجلس أمام شاشة التلفزيون أنتظر وقت الإفطار لكن اليوم مع تقدم السن والإفراط في الاكل الذي نعرفه في رمضان بات من الضروري أن أولي صحتي عناية خاصة فغيرت من تلك التصرفات فالآن بعد العمل لا أتردد في ارتداء لباس رياضي وأتوجه بسرعة لممارسة الرياضة وهو أحسن شيء بالنسبة لي .
ممارسة الرياضة أضحت عادة مفيدة باعتراف العديد من ممارسي الرياضة بحكم الحجر الصحي الذي كان مفروضا عليهم منذ عامين والناتج عن جائحة كورونا فيروس مما جعلهم يعرفون زيادة ملحوظة في الوزن ونال منهم روتين الحياة، وليس سوء التغذية المسؤول الوحيد عن الزيادة في الوزن لدى هؤلاء الرياضيين خاصة الهواة بل هناك عوامل أخرى كقلة ممارسة النشاط الرياضي والتي أصبح الجزائريون يشعرون بأهميتها أكثر فأكثر مما جعلهم يتحركون أكثر فأكثر خلال الشهر الفضيل الذي ربطه البعض بعادات غذائية سلبية والافراط في الوجبات.
فبالإضافة إلى المأكولات الدسمة الغنية بالمواد الدهنية واللحوم وكذا المشروبات الغازية حيث تسمح العائلات الجزائرية باستهلاك الأطباق السكرية المختلفة التي لها علاقة مباشرة بزيادة كبيرة في الوزن والتي ينبغي علاجها بسرعة، وصرح أحد المترددين على المساحات الخضراء قائلا لقد زاد وزني بكيلوغرامين خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان بهذه الوتيرة سأجد نفسي بوزن كبير نهاية الشهر المعظم إذا بقيت دون نشاط وهذا شيء جدا إذا بقيت على هذا الحال .
وفي سؤال حول ما إذا سيحتفظ بهذه العادة الحسنة بعد عيد الفطر المبارك أجاب بالنفي إذ حسبه ستعود الأمور إلى نصابهاخاصة باسترجاع النظام الغذائي العادي حيث قال بالنسبة لي لن تكون هناك تدريبات شاقة أظن أن المشي لمدة 60 أو 90 دقيقة يوميا يكفي للحفاظ على لياقتي .
في المقابل سيواصل الرياضيون العاديون ورياضيو النخبة ارتياد المساحات الخضراء في غابة باينام وبوشاوي لأنه بالنسبة إليهم ممارسة الرياضة ليست لها علاقة بشهر رمضان بل هم معنيين بها طوال السنة.
التعليقات مغلقة.