حتى الذين يدعون أنهم يمارسون الديمقراطية ويحيونها واقعا ملموسا في الغرب كالأمريكيين والفرنسيين، فهم في حقيقة الأمر ليسوا كذلك وإنما هم أنظمة جمهورية تدعي الديمقراطية،وما الصراعات على كرسي الرئاسة ومقاعد البرلمان إلا دليل ذلك،حيث وفي سبيلهما يهون كل شيء،ولأجلهما يدوس الساسة على القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنصب المكائد ويتجسس بعضهم على بعض،وكل ذلك من أجل الفوز في الانتخابات على حساب الخصم..؟
وما يحدث الآن في لبنان الجريح والمنقسم على نفسه والمتنافس حوله دوليا بين فرنسا وأمريكا،وقد تكون في المقام الأول يد العجوز فرنسا صاحب الإرث الاستعماري البغيض،التي لم يعد يهمها لبنان مستقرا،ناهيك عن الطائفة المسيحية به،والتي عجز الفرقاء أن يختاروا منها رئيسا للدولة .. !
ففرنسا التي بيدها معظم الأوراق والتي أخلطتها من زمان بلبنان،وها هو على حافة الإفلاس يعاني وحيدا لا شقيق ولا صديق الكل عند النوائب سواء ..؟
ومن هنا فإن الغرب الصليبي الذي وجه سهامه نحو صدور قادة العرب والمسلمين بدعوى حقوق الإنسان وبسط الديمقراطية في ديار هؤلاء الناس الذين ذاقوا من شرورهم والتي سبق وأن جربوها فكانت المرارة والندم،يريد هؤلاء اليوم أن يكرروا نفس التجربة وبالتعاون مع عملاء لهم في الداخل والخارج،ولكن الكثير من بلدان الوطن العربي قد تفطنوا إلى ذلك،وقد يشجعهم أكثر كشعوب ثم كحكام ما يقوم به الدب الروسي من إعادة تشكيله للخارطة السياسية والجغرافية العالمية،خاصة بعد 30 سبتمبر 2022 وإعلانه ضم أربعة أقاليم من جمهورية أوكرانيا إلى روسيا الاتحادية..؟
هذا العجز المطبق الذي يبديه كل يوم الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة،دليل قاطع على مضي روسيا في استمرار تنفيذ خطتها المعدة ميدانيا والتي تثبت كل يوم انهيار القوى الغربية،وكذلك القيم الإنسانية والمباديء الديمقراطية،التي كثيرا ما تغنوا بها،و أحيانا كانوا يفرضونها بقوة الحديد والنار،فقد جاء اليوم الدور على شعوبهم ليذوقوا قليلا مما فعلوه وأملوه على دول وشعوب العالم الثالث خاصة ..؟!
التعليقات مغلقة.