بالتأكيد والكل يقر بأن ما من يوم يمر إلا وقد ترك وراءه ذكريات، في النفوس والقلوب،على جميع الأصعدة السياسية والثقافية والعلمية وأيضا في الصناعة والتجارة،ولذلك كثيرا ما نسمع وبكثير من الحصرة ..”إيه يا زمن الفن الجميل” ،فاليوم لم يعد كذلك ،ليس في الفن فقط وإنما وفي جميع الميادين ، فحدث عن البحر ولا حرج..!
فالصحفي والإعلامي ، الجامعي والسياسي ورجل الأعمال ،وفي جميع محطات العمل وعلى اختلاف أماكنها و زمانها ،ولا على تنوع ألوانها واتجاهاتها ، فهي بلا طعم ولا رائحة ولا هدف ، وكأن الكرة الأرضية والشمس التي تشرق وتغيب عنها لم تعد بنفس الحجم والوهج أو الإضاءة ، وكأنها تسير إلى نقصان وهي بالفعل كما حدد ذلك العلماء ،ولكن ليس بهذا المقدار والنسبة المذهلة التي أصابت الكثير منا في المقتل..؟
ربما يكون ذلك جراء الأزمة المالية التي ضربت العالم في الصميم وفي “المليان” كما يقول الأشقاء في مصر،ولكن وكما يعلم الجميع نحن في أزمة اقتصادية منذ أن دخلنا رغم إرادتنا في دوامة ما يسمى “اقتصاد السوق” الذي ربح فيه على حساب الغلابة من ربح وخسر فيه من خسر دون أن يلتفت إليه أحد من العالمين..!
فهل يعقل أن مؤسساتنا وبعد ما يزيد عن نصف قرن من الاستقلال، هي في تدهور مستمر رغم الجهود المبذولة والأموال التي تصرف عليها بسخاء من أجل تحسين الأداء ومن أجل أن تواكب العصر، فلا الطائرة طائرة ولا الجامعة جامعة ولا الإدارة إدارة ،ولا كرة القدم كرة،وقد صدق المرحوم “عبد الحميد مهري” حين قال:”هذا الزمن الرداءة وللرداءة أهلها”..؟
فهل يحتاج الأمر منا إلى ديكتاتورية وطنية خاصة أو إلى تسيير عسكري، لكي نبلغ المستوى المطلوب اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ، وهذا بعد أن عجز المدنيون على تقديم البديل والوصول بالبلاد إلى ما يريده الشعب الجزائري و كل محب لهذا الوطن المفدى الذي ذهب لعزتها خير أبناء الجزائر..؟ !