لا يمكن أن يكون المقابل هو المزيد من الاحتواء واستقطاب كل مولع بالتمدن الفرنسي من الجزائريين خاصة منهم المولودين بعد الاستقلال وذوي التكوين الفرنكوفوني المتشدد الذي يرى في فرنسا وفي لغتها أنها قمة في التمدن والتقدم ..؟
الإدارة الفرنسية الحالية والتي تلقت الكثير من المطالب في مقدمتها ضرورة الاعتذار عما اقترفته من جرائم ضد الإنسانية خلال فترة استعمارها للجزائر، كان ردها معاكسا وغير متوقع حيث يشاع أنه يتم الآن على أعلى مستوى مناقشة طرح فكرة الجنسية الفرنسية على الجزائريين المولودين قبل استرجاع السيادة الوطنية،وذلك كبديل عن التعويض المطالب به من قبل المؤسسات و الجمعيات والشخصيات الوطنية..!
إن هذا لهو البلاء العظيم الذي سال لعاب ذوي النفوس المريضة الذين سعوا ويسعون دائما للعمل و العيش بفرنسا ونيل رضاها والموت فوق ترابها، ليس عن جهل ولكن بنية مبيتة وسوء تفكير ونقص في الوطنية، فلم يكف من الجزائريين المهاجرين الذين يكاد أن يتخلى معظمهم عن هويته وأصله وفصله ، هاهي المؤامرة وقد حيك خيوطها بليل تكرر نفس السيناريو وتعرض على البقية الباقية الجنسية الفرنسية ..؟
إن على الجهات النافذة في البلد أن تقف حائطا منيعا أمام هذه المغريات الفرنسية ،التي تريد أن تلعب على أعصاب الشعب الجزائري وتفرق كلمته ووحدته ..؟
الوطن غال والوحدة في دماء الجزائريين ولا يمكن لأحد مهما أوتي من قوية أن يلعب على الجزائريين أو يضحك على ذقونهم ، فقد عصي على فرنسا أيام الاستعمار أن تقوم بذلك فكيف يكون لها هذا اليوم ونحن عصبة ولنا من الوعي الوطني والحس المتقد ما يجعل من كل تلك الألاعيب التي تجريها عجوز أوروبا مكشوفة للعيان..؟
إن قدوم في مثل هذا الوقت لوفد رفيع المستوى إلى الجزائر بقيادة الوزير الأول الفرنسي”جون مارك آيرو”لها دلالات وأبعاد لا يمكن أن تنسينا في ماضي فرنسا الأسود والأحمر بالجزائر..؟!