يوم دراسي خاص بإحياء اليوم العالمي للتنوع البيولوجي : خبراء يحذرون من خطر “البلاستيك”على الثروة السمكية بالجزائر

دليلة. ب
تحدث أول أمس، أساتذة جامعيين وخبراء في علم البحارخلال مشاركتهم، في اليوم الدراسي الخاص بإحياء اليوم العالمي للتنوع البيولوجي،والذي نظمته مديرية الصيد البحري بعنابة ومؤسسة بروبيوم، غرفة الصيد البحري ومدرسة التكوين بمشاركة أساتذة جامعيين من العاصمة، عنابة، الطارف وحضور مديريات الصيد البحري وغرف الصيد البحري للولايات الشرقية، مهنيين وطلبة وجمعيات فاعلة في المجال البيئي، وكذلك الوكالة الوطنية لتنمية الصيد البحري وتربية المائيات؛عن التلوث الجديد، الذي بات يهدد حوض البحر المتوسط وكذلك الثروة السمكية ناهيك عن الغزو الكبير لبعض الأسماك،الغير محلية والتي استقرت في السواحل الجزائرية بسبب عدة عوامل خارجية .
وخلال مداخلته قالالباحث والخبير و الأستاذبالمدرسة الوطنية لعلوم البحار وتهيئة الساحل حمدي بوعلام، أن الجزائر تواجه ظاهرةتلوث البحر وكذلك شواطئها وهذا ما سيسبب اختلال في التنوع البيولوجي البحري وهلاك الثروة السمكية، يأتي ذلك حسب ذات الخيرمن التلوث الناجم عن السفن التجارية وكذلك البترولية التي تمر على حوض البحر المتوسط، أين تأتي بمختلف الأنواع الغازية الغير الأصلية والدخيلة على حوض المتوسط.
وأشار الباحث بوعلام أن البحر الأبيض المتوسط يعاني كثيرامن تلوث جديد وهو تلوث البلاستيك والذي يعتبرخطر كبير على صحة الناس خاصة أمام تناميظاهرةالرمي العشوائي للأكياسوالقارورات البلاستيكية، مذكرا بأن هناك أطنان من البلاستيك أصبحت مجهرية ومعتقلص حجمها تزيد خطورتها على صحة سكان البحر المتوسط خاصة ناحية الجزائر، التي أصبحلها حصة كبيرة في تربية المائيات ووفرة الأسماك بكل أنواعهافهي تتغذى على جزيئاتالبلاستيك والأكياس القادمة من المصابات والوديان التي تصب مباشرة في البحر.
ولم يغفل محدثنا، في التأكيد على أن الجزائر رقم واحد في استعمال البلاستيك حيث يستهلك كل جزائري في العام 350قارورةماء معدني يصل حجمها إلى لتر ونصف، ناهيك عن الاستعمالالخطير للأكياس،السوداء خلال اقتناء الحاجيات اليومية حيث يدخل يومياأكثر من 20كيس بلاستيكي للبيت الجزائري.
ولاحتواء هذا المشكل دعا الأستاذ بوعلام إلى ضرورة تدخل الجهات المعنية لمنع استعمال الأكياس في المشتريات اليومية، معوضع قوانين خاصة لترشيدالاستعمال،العقلاني لهذه المواد، من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري، مذكرا بأن استهلاك ماء الحنفية لا يضر بالصحة وتقليص اقتناء قارورات المياه المعدنية سيساهم في التقليل من معدلتلوث البحر، والحفاظ على وفرة الثروة السمكية.
وفي مداخلة أخرى قال الأستاذ،الجامعي بقسم البحاربجامعة باجي مختار عنابة وعضو في شبكة بروبيومدربال فريد أن الغزو الكبير لبعض الاسماك الغير محلية المتدفقة إلى حوض البحر المتوسط خاصة على مستوى سواحل الجزائر مثل السرطان الأزرق الذي تكاثر، ببحيرة المالحة بولاية الطارفأصبحيهدد نشاط الصيادين خلال تعرض أشابكهم للتمزق ناهيك عن أكلهحتى للأسماك،الصغيرة مثل السردين.
وقد أكد أستاذ دربال على إمكانية وجود حل لهذا المشكل من خلال إعادة النظر فيالقوانين الجزائرية وتليينها للسماح للصيادين وحتى المواطنين بإصطياد هذه الأنواع،الدخيلة من الأسماك من أجل تعايش المواطنالجزائريمع هذا الغزو والتنوع البيولوجي المائي الغير أصلي، بالإضافةإلىالحفاظ على الثروة السمكية، خاصة منها الأسماك الزرقاء.
كما عرجت الأستاذة،وليا كاتي بجامعة الطارف في مداخلاتها إلى التنوع البيولوجي البحري وأهميته في الحفاظ على الثروات البحرية، كما قدمت الدكتورة سامية مساعدية إطار بمديرية الصيد البحري بعنابة حوصلة حول الأحجام،التجارية الدنيا للأسماك،والنصوص القانونية المرجعية في هذا الشأن.
شبكة بروبيوم الناشطة في حماية البيئة والتنوع البيولوجي البحري بعنابة شاركتهي الأخرى في هذا اليوم، حيث عرضت بعض من نشاطاتها وحملاتها التحسيسيةالتي تمحورت حول مخاطر التلوث الناجمة عن البلاستيك ورميه في البحر، كما تم تقديم فيديو علمي عن خبراءفي مجال البيولوجية البحرية عرضواعينات حول النفايات البلاستيكية في عرض البحر لتحليلها ودراستها، وهي نموذج عن مخاطر النفايات البلاستيكية، وقد نظمت ذات الشبكة معرض حول بحار ومحيطات من البلاستيك والذي يستمر حتى 5جوان القادم بمدرسة التكوين التقني للصيد البحري بعنابة .
وخلال اختتام اليوم الدراسي الذي نظمته مديرية الصيد البحري بعنابة وشبكة “بروبيوم” اتفق المتدخلين من أساتذة وباحثين وخبراء على ضرورة تكثيف الحملاتالتحسيسية الدورية وجمع مهنيي الصيد البحري من صيادين وأصحاب السفن لتوعيتهممن أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري، إلى التنسيق بين كل شركاء القطاعخاصة مؤسسة تسيير الميناء لخلق وحدات استرجاع وتدوير النفايات البلاستيكية المسترجعة من طرف الصيادين والبحارة وتشجيعهم على الاستمرار،في عملية تجميع النفايات ومرافقتهم في الخرجات نحو البحر والشاطئ.