يطالبون ربيقة العمل على استرجاع ما نهبته فرنسا من تراث
الأعضاء وخلال جلسة الرد على الأسئلة الشفوية بمجلس الأمة
عقدت يوم الخميس المنصرم بمجلس الأمة،جلسة علنية عامة للرد على الأسئلة الشفوية لعدد من نواب مجلس الأمة،حيث وخلال هذه الجلسة أجاب وزير المجاهدين وذوي الحقوق “العيد ربيقة“ على سؤال عضو مجلس الأمة السيد محمد العربي سليماني،حول استرجاع مدفع بابا مرزوق إلى الجزائر،وكذا الخطوات التي قامت بها السلطات الجزائرية لحد الآن من أجل استعادة هذه القطعة الرمز.
هذا وبدأ الوزير ربيقة رده معتبرا أن هذا السؤال ينم ويؤكد على مدى العناية والاهتمام الذي توليه المؤسسة التشريعية لمعالجة ملفات الذاكرة.
مثلها مثل الجزائر تولي أهمية خاصة لمسألة الحفاظ على تراثنا التاريخي والثقافي المادي واللامادي، وذلك وفقا لمخطط الحكومة التي تعد قضية التراث المحتجز في الخارج من أولوياتها ضمن معالجة ملفات الذاكرة من الجانب الفرنسي،ولا سيما ما تعلق بالتحف الأثرية والأشياء الثمينة التي تمت سرقتها و نهبها خلال الفترة الاستدمارية .
وأكد أن الجزائر عازمة اليوم على استرجاع كل تراثها التاريخي والثقافي من الخارج،وهي التزامات جاء بها برنامج رئيس الجمهورية السيد “عبد المجيد تبون“ الذي شدد على عدم التنافي على تراثنا وموروثنا بالخارج باعتباره جزء من ذاكرتنا الوطنية،كانت فاتحة هذا المسعى باسترجاع جماجم لشهداء المقاومة الشعبية وتكريمهم رسميا وشعبيا بإعادة دفنهم في أرض الوطن في 5 جويلية 2020.
وأشار وزير المجاهدين في رده إلى أن العملية ستتواصل إلى غاية استرداد كل التراث الجزائري المتواجد في الخارج،ولتحقيق ذلك يتوجب حسبه القيام بعملية رصد وإحصاء لكل محتويات هذا التراث بتجنيد كل الفاعلين في الحقل التاريخي والعلمي ودعوتهم للانخراط في هذا المسعى الوطني.
وبالعودة لمدفع بابا مرزوق الذي يعد من المحجوزات التي تم نهبها خلال الفترة الاستعمارية اعتبره الوزير مفخرة للوطن،ومصدر لتعزيز الروح الوطنية،لدى الناشئة،فهو جزء هام من الهوية الجزائرية،ورمز للتراث التاريخي والثقافي الوطني، وهو قطعة تاريخية نادرة ووحيدة في مجال الأسلحة في تلك الفترة.
مبينا أن وزارة المجاهدين،تعمل للتعريف بهذه القطعة النادرة من خلال انجازها لشريط وثائقي سنة 2021 يوثق لتاريخ مدفع بابا مرزوق من خلال شهادات حية لمؤرخين وأكاديميين وحقوقيين،بالإضافة إلى تنظيمها عدة ندوات تاريخية وعلمية من أجل توفير السند العلمي والأكاديمي خلال مراحل المباحثات من أجل متابعة ملفات الذاكرة.
وفي نهاية كلمته شدد ربيقة أن الدولة الجزائرية بمؤسساتها تحتفظ بسيادتها كاملة لمعالجة كل القضايا التاريخية، وهي أكثر إصراراوتصميما على مواصلة النهج نحو بناء جزائر جديدة تتمتع بكل مقومات المناعة.
أما تعقيبه على رد الوزير،أشار عضو مجلس الأمة م“حمد سليماني“ لاهتمام السيد عبد المجيد تبون،رئيس الجمهورية لملف الذاكرة الوطنية التي اكتست مكانة هامة ضمن التزاماته ال54،والتي لم تكن الدولة سابقا تولي الاهتمام الكافي لها.
كما بين أهمية مدفع بابا مرزوق ،الذي يعد من أهم وأندر القطع الحربية الجزائرية المسروقة والمنهوبة من طرف الاستدمار الفرنسي والذي صنع سنة 1542م خلال العهد العثماني في دار النحاس في الجزائر العاصمة لكنه يتواجد الآن في مدينة براست،هدا المدفع هو الذي كان يحمي الجزائر ولأجله سميت الجزائر بالمحروسة لعدة قرون من الغزو الأوربي ،حيث كان الفرنسيون يرتعدون عند ذكر اسمه.
التعليقات مغلقة.