قامت يوم أمس وزيرة الثقافة في حكومة بدوي “مريم مرداسي” بزيارة عمل لولاية باتنة حيث تفقدت صحبة والي باتنة “فريد محمدي” و السلطات المحلية متحف مدينة تازولت للأثريات أين أعطيت لها شروحات مستضيفة خصوصا عن مشروع وحدة المركز الوطني للبحث في الأثريات و الذي يحتوي حسب الخريطة البيانية على ورشات عدة للصيانة و الحفظ و كذا غرف تخزين القطع الأثرية القيمة
علمنا بهذه المناسبة أن المركز الوطني للأبحاث الأثرية يتوفر على برنامج عمل في الحفريات من ذلك فقد تمت سنة 2007 حفريات استهدفت منزلين أثريان و هما منزل فريكسوس و هالي و منزل النمرة اللذان مكنا فريق البحث الذي قادته عائشة رضا مالك – ابنة رضا مالك- من تحقيق أبرز الاكتشافات الأثرية
وحسب المختصين فقد تكون هذه الاكتشافات العينية قد أكدت فرضية ميشال جوان المتعلقة بوجود معمورة مدنية ما بين المسرح و المعسكر العسكري
يبدو أن نتائج هذه الاكتشافات الهائلة ستمكن من تحصيل حاصل من الاقتراب من فهم طبيعة الأحياء التي كان يسكن بها المدنيون و هو الطرح الذي بقي غامضا إلى حد اليوم، فمعسكر تازولت كان عسكريا بمتياز إلا أنه كان أيضا معمورة مدنية و هذه خطوة تقدم بالنسبة للعلماء الأثريين و للمؤرخي
الجدير بالذكر فقد قام الباحثون على أرضية الميدان باستغلال 400 متر مربع من مساحة منزل فريكسوس و هالي و 700 متر مربع من منزل النمرة
الكل يعلم أن تازولت شكلت في الماضي مقرا للفيلق الثالث للجيش الروماني الاستعماري الذي كان يقوده الأمبراطور ” أوغيست”، حدد ذلك بمرحلة تقع في النصف الثاني من القرن الثاني قبل أن تترتقي إلى مصف عاصمة” نوميديا” إلى غاية بداية القرن الخامس عشر حيث فقدت مركزها هذا
وزيرة الثقافة و سلطات ولاية باتنة وقفوا من جهة أخرى على الأرض التي أجريت بها الحفريات و هذا بعد ما استمعوا لشروحات عن مشروع تهيئة من شطر طريق ” مركونة” أي الطريق الوطني رقم 31 و المشروع يأتي بإدخال ازدواجية الطريق تم إقرار الانطلاق في الأشغال في زمن الوالي السابق عبد الخالق صيودة،هما مقاولان سعد قادري و بولخراص بن بلاط من تطوع لانجاز الأشغال و الأمل معلق على الطريق الإزدواجي لإنهاء سلسلة أحداث السيارات التي سببها الإفراط في السرعة و قد حصدت بهذا المكان أرواحا كثيرة كما أخبرنا بذلك مير تازولت السيد /علي ملاخسو
وبمدينة تيمقاد قامت وزيرة الثقافة بزيارة المتحف المحلي أين انبهرت بالجداريات الرومانية و قطع الآثار المحفوظة به و هي تدل على العصر الروماني في الجزائر أي بربوع الأوراس
هذا المتحف بالذات كان مهددا في السنوات الأخيرة بالاندثار لولا سعي وزارة الثقافة في زمن ميهوبي مما وضع حدا نهائيا على ما يبدو لتسربات مياه الأمطار من خلال سقف المبنى. كادت الفسيفساء الجدارية أن تدمر كلية
نشير في الأخير أن الوزيرة “مريم مرداسي” قامت بجولة عبر مدينة تيمقاد الأثرية و هي من أشرفت في المساء على حفل افتتاح فعاليات الطبعة 41 لمهرجان تيمقاد الذي لم يعد دوليا نظرا لانتهاج الدولة سياسة التقشف المالي، الديوان الوطني للثقافة الذي أداره لخضر بن تركي لم ينجح في رفع مستوى و سمعة مهرجان تيمقاد الدولية على غرار ما يتمتع بع مهرجان قرطاج بتونس و مهرجان موازين بالمغرب