منطق الغلاء يفرض نفسه .. !؟

81

كانت كتب القراءة وإلى وقت قريب تعنون النصوص الموجهة لأطفال المدارس الابتدائية وعلى سبيل المثال لا الحصر أبي في السوق» و أمي في المطبخ حيث كان الرجل او صاحب البيت كما يقال هو من يشرف على عملية التسوق وهو من يشتري ما تحتاجه العائلة من لوازم ، وأحيانا حتى تلك التي تخص زوجته وبناته من ملابس و واحذية عطور؟
غير أن اليوم انقلبت الأمور وحدث العكس، بحيث نكاد أن نقول « أمي في السوق « و»ابي في المطبخ » ، وهذا ما يلاحظه كل عابر سبيل أو قاصد أحد الأسواق سواء كانت في المدن أو القرى ، فهي تعج عجيجا وقد ملئت عن آخرها بالعنصر النسوي على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم الاجتماعية والثقافية ..؟
هذه الأسواق التي جلب لها من أصناف البضائع والسلع ما يمكن أن نطلق عليه «سلعة تايوان» ذات الاستعمال الاستهلاكي ولمرة واحدة فقط ، وأغلبها مصدره الصين ، تجد الإقبال المنقطع النضير عليها خاصة من الكثير من النسوة اللائي الفن المنتوج المنخفض الثمن والمتواضع الجودة ..!
ولكن الأمر لا يقتصر على النساء والأطفال وعلى بعض الرجال ، وإنما نجد أن الظاهرة عامة وأن سلوك الاستهلاك قد توسع لدى العائلة الجزائرية المحافظة في أغلبها، وأصبح كل أفرادها مرتبطا بالسوق بشكل أو آخر ، حتى يخيل إليك أن كل أفراد الشعب الجزائري قد نزلوا إلى الأسواق حتى لم يتخلف منهم أحدا من
عملية التسوق، وخاصة في هذه الأيام ..؟ هذه المناسبة، المتمثلة في الدخول الاجتماعي وقرب الدخول المدرسي، فرصة للاكتظاظ والتهافت على شراء الأدوات المدرسية، خاصة الملابس، وأيضا المواد الاستهلاكية ، وهنا تطرح علامة استفهام فيما يتعلق بالمواد الاستهلاكية خاصة الخضر والفواكه التي عرفت ارتفاعا جنونيا لا يقدر عليها ذوي الدخل المنخفض وحتى المتوسط …
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه بنفسه، من أين لمعظم طبقات المجتمع الأموال التي سيصرفونها على شراء هذه المواد الضرورية والملابس والأدوات المدرسية ، ذلك أنه ورغم إقامة معارض لها تقريبا في كل ولاية، بقيت جد مرتفعة ..؟!

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::