مظاهر وظواهر في رمضان..!؟

63

ما يلاحظ من ظواهر في أسواقنا الشعبية من تهافت وإقبال محير،يعيد بنا بالذاكرة إلى ما كانت كتب القراءة وإلى وقت قريب تعنون النصوص الموجهة لأطفال المدارس الابتدائية وعلى سبيل المثال لا الحصر”أبي في السوق” و “أمي في المطبخ” حيث كان الرجل أو صاحب البيت كما يقال هو من يشرف على عملية التسوق وهو من يشتري ما تحتاجه العائلة من لوازم،وأحيانا حتى تلك التي تخص زوجته وبناته من ملابس وعطور..؟
غير أن اليوم انقلبت الأمور وحدث العكس،بحيث نكاد أن نقول ” أمي في السوق ” و”أبي في المطبخ”،وهذا ما يلاحظه كل عابر سبيل أو قاصد أحد الأسواق سواء كانت في المدن أو القرى،فهي تعج عجيجا وقد ملئت عن آخرها بالعنصر النسوي على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم..؟
هذه الأسواق التي جلب لها من أصناف البضائع والسلع ما يمكن أن نطلق عليه “سلعة تايوان” ذات الاستعمال الاستهلاكي ولمرة واحدة فقط،وأغلبها مصدره الصين،تجد الإقبال المنقطع النضير عليها خاصة من الكثير من النسوة اللائي ألفن المنتوج المنخفض الثمن..!
ولكن الأمر لا يقتصر على النساء والأطفال وعلى بعض الرجال،وإنما نجد أن الظاهرة عامة وأن سلوك الاستهلاك قد توسع لدى العائلة الجزائرية المحافظة في أغلبها،وأصبح كل أفراد ها مرتبطا بالسوق بشكل أو آخر،حتى يخيل إليك أن كل أفراد الشعب الجزائري قد نزلوا إلى الأسواق حتى لم يتخلف منهم أحدا،من عملية التسوق،وهذا بحثا عن الدقيق والزيت واللحم..؟
وقد عززها خروج الأطفال في عطلة،فكانت فرصة للاكتظاظ والتهافت على شراء كل شيء يصادف ربة البيت أو رب البيت،وهنا تطرح علامة استفهام بالنسبة الخضر والفواكه واللحوم التي عرفت ارتفاعا جنونيا لا يقدر عليها ذوي الدخل المنخفض والمتوسط،فمن أين لمعظم أفراد المجتمع الجزائري الأموال التي سيصرفونها على شراء هذه المواد الضرورية،خاصة ونحن مازلنا في الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك،لقد تغير نمط الاستهلاك في هذا الشهر،حيث أن التبذير بات سيد الموقف..؟!

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::