محلات بيع الخبز التقليدي تنافس المخابز العصرية

260

طوابير لاقتناء الكسرة و المطلوع

فريدة حدادي


يلاحَظ خلال هذه الفترة التي اقترنت بتساقط الأمطار وانخفاض درجات الحرارة الإقبال الكبير على محلات بيع الخبز التقليدي لاقتناء مختلف أنواعه من طرف الزبائن وأكله ساخنا لمواجهة البرد لاسيما في الصباح الباكر بحيث ينتعش نشاط تلك المحلات في الفصول الباردة على عكس فصل الصيف إذ تم تسجيل تضاؤل إقبال الزبائن على محلات بيع الخبز التقليدي مما اضطر العديد من أصحاب النشاط ـ حينها ـ إلى غلق محلاتهم كما باتت محلات الخبز التقليدي تنافس المخابز العصرية بسبب إدمان الكثيرين على الكسرة والمطلوع.

 يمتهن ذلك النشاط رجال خاضوا غمار الحرفة لصناعة أنواع من الخبز التقليدي الأصيل على غرار الكسرة والمطلوع وحتى المبرجة وغيرها من أنواع المعجنات التقليدية التي يكثر عليها الإقبال في موسم البرد والأمطار فهي تتلاءم كثيرا لإمداد الجسم بالدفء والطاقة كما تعدّ غذاء صحيا مئة بالمئة يفضله البعض عن أنواع أخرى من الأغذية على غرار السندويتشات وشرائح البيتزا.


بحيث ظهر ذلك النوع من النشاط وغزت محلاته مختلف النواحي والشوارع التي اختصت في بيع وجبات تقليدية محضة على غرار الكسرة والمطلوع المرفقة باللبن والبيض وزيت الزيتون وأنواع من الا جبان الطبيعية واكتسبت زبائن دائمين في لمح البصر ممن فضلوا أكل غذاء صحي.


إقبال كبير
ما لاحظناه هي الطوابير الكبيرة أمام تلك المحلات المختصة في ترويج أنواع الخبز التقليدي لاسيما خلال الفترة الصباحية أين يختار الطلبة والموظفون اقتناء فطائر من أنواع الخبز التقليدي على غرار الكسرة والمطلوع كآكلات صحية بعيدا عن السكريات والعصائر الصناعية.


يقول السيد عادل الذي وجدناه في خضم اقتناء الكسرة إنه يدمن على أكلها بصفة يومية وقبل ذهابه إلى العمل يقتني فطيرتين من الكسرة وعادة ما يتزود بها كوجبة غذاء بإرفاقها باللبن وبعض الأجبان الطبيعية ويرى ان ذلك افضل من الوجبات الخفيفة والسندويتشات كما أنه يبتعد عن خبز المخابز المليء بالمحسنات الغذائية مما يسبب أمراض السكري والسمنة


الآنسة منال طالبة قالت إنها تقتني فطيرة من المطلوع قبل ذهابها إلى الجامعة وفي بعض المرات تأخذ معها الكسرة وذلك لسد جوعها خلال ساعات الدراسة الطويلة. ياسين هو الآخر يختار أكل الكسرة والمطلوع في وجبة الغذاء خارج المنزل ويجد أنها غذاء صحي مئة بالمئة بعيدا عن الأكلات الخفيفة التي تضر بالصحة وتزيد في الوزن.


ما لاحظناه أن إقبال الكثيرين على محلات صناعة الخبز التقليدي كان على حساب المخابز العصرية التي ابتعد عنها الكثيرون وأدمنوا على الكسرة والمطلوع لإرفاقها بوجباتهم داخل وخارج المنزل وبعد أن تيقنوا أن الخبز العصري اقرب إلى التسبب في الإصابة ببعض الأمراض بسبب المحسنات الغذائية وكمية السكر مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض مزمنة.


كسب لقمة العيش
عادة ما نجد مجموعة من الرجال يحترفون تلك الحرفة ويصفّون الأفران التقليدية على غرار الطابونة لإعداد خبز المطلوع الشهي والكسرة وهو حال ثلاثة من الرجال من مختلف الأعمار امتهنوا ذات الحرفة بمحل لبيع الخبز التقليدي ببئر توتة بضواحي الجزائر العاصمة واكتسبوا زبائن دائمين يترددون على محلهم لاقتناء الكسرة والمطلوع كما يوفرون خبز الشعير والمبرجة يعملون كل يوم بكل نشاط وعزم وجد لاستقبال الزبائن وتوفير ما يطلبون من أنواع الخبز التقليدي ولم تثنهم حرارة الأفران التقليدية التي باتت نارها تلفح أناملهم عن كسب لقمة عيشهم بتلك المهنة الشريفة.


يقول أحد العمال على مستوى المحل إنه يحترف ذات النشاط منذ أزيد من 10 سنوات وتنقّل من محل إلى آخر ليستقر هناك مع زملائه في الحرفة ويمارسون الحرفة بمحاذاة الأفران التقليدية التي يستمتعون بدفئها في فصل الشتاء على خلاف فصل الصيف الذي لا يتلاءم مع المهنة إلا أنهم يستمرون فيها بالنظر إلى طلب الزبائن على الخبز التقليدي لينتعش النشاط أكثر في موسم البرد ويشهد المحل طوابير مما يستلزم إعداد كمية كبيرة من فطائر المطلوع والكسرة لتلبية كل الطلبات.


وعن الحرفة فقال إنها شاقة ومشوقة أيضا بحيث يستقبلون الزبائن بصدر رحب كما أنهم يحافظون على استمرارية الخبز التقليدي الجزائري الأصيل الذي أضحى منافسا لجل أنواع الخبز عبر المخابز العصرية.

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::