اكتسب شعبية واسعة بمسقط رأسه
يعد لخضر بوجناح القاطن ببلدية بومهرة أحمد شرق قالمة من أكثر الناس شهرة في بالمنطقة بعد أن برع من خلال طريقة حسابية في تحديد تاريخ أول يوم من رمضان وأيضا تواريخ مناسبات دينية ووطنية رغم عدم حيازته لأي منظار فلكي كما أنه لا يتحكم في أدنى تكنولوجيا لملاحظة النجوم.
حدادي فريدة
لخضر بوجناح البالغ من العمر 76 سنة والذي ذاع صيته بالمنطقة لا يملك أي حاسوب يمكنه من القيام بحسابات دقيقة وهو ما يزال يتمتع بصحة جيدة ويحظى بشعبية كبيرة بالجهة الشرقية للبلاد بالنظر إلى أن طريقته في الحساب في غاية الدقة رغم أنه لا يملك أي شهادة علمية حيث يستطيع وبكل دقة تحديد تاريخ أي ذكرى أو مناسبة دينية أو تاريخية أو وطنية.
فبالنظر إلى موهبته الاستثنائية يقصده العديد من المواطنين من قالمة وضواحيها خاصة منهم أولئك الذين ولدوا بمناطق ريفية إبان الفترة الاستعمارية قبل إنشاء الحالة المدنية طالبين منه معرفة تاريخ ميلادهم مهما كان العام الذي رأوا فيه النور.
وفي حديثه لـوكالة الأنباء الجزائرية قال سي لخضر بأنّه قد استوعب هذه الطريقة على نمط قديم بعد أن كان يحضر وهو طفل مجالس الدروس التي يجتمع فيها كبار المنطقة لمناقشة مواضيع شتى وأحداث تهم المجتمع في الفقه وعلم الحساب إلى أن أتاه هذا الميل بطريقة طبيعية ليصبح متمكن من تحديد الأيام في مختلف المناسبات على غرار أول يوم في رمضان.
وهكذا بدأ لخضر بوجناح وهو شاب يستوعب طرق حسابية معقدة نوعا ما ترتكز على معرفته المكتسبة من التقويم الميلادي والهجري والأمازيغي.
مراحل دقيقة
وبصفة عامة تعتمد هذه الطريقة حسب المتحدث على عدة عوامل أولها اعتماد الحساب دوريا على أربع سنوات سواء في الماضي أو المستقبل بالارتكاز على أول سنة يكون فيها شهر فيفري بعدد 28 يوما والتي يطلق عليها حسب هذه الطريقة (السنة الفردية) لافتا إلى أن السنة الأولى من هذه الأربعة تكون بـ365 يوما وربع يوم وبعدد ساعات 8.766 ساعة و5 دقائق.
أما السنة الثانية فتكون بـ365 يوما ونصف يوم وبعدد ساعات يقدر بـ8.772 ساعة و10 دقائق والثالثة بـ366 يوما إلا ربع يوم ما يعني 8.778 ساعة و15 دقيقة والرابعة بـ366 يوما ويكتمل فيها شهر فيفري 29 يوما ما يعني أن عدد ساعاتها 8.784 ساعة و20 دقيقة.
أما فيما يتعلق بحساب اليوم الأول من رمضان من كل سنة فيقول السيد لخضر بأنّه لا يخرج من كف اليد بما يعني الاعتماد فقط على أصابع اليد الواحدة وذلك بحساب تراجع دوري للأيام بعدد 11 يوما كل سنة بحيث يتم الانطلاق من يوم أول رمضان للسنة السابقة للوصول إلى تحديد يوم السنة اللاحقة على غرار 2023 مثلا كانت بداية رمضان يوم الخميس فهذا العام يكون الاثنين بينما العام المقبل 2025 يكون أول رمضان يوم الجمعة.
كما أكد بأنّ هذه الطريقة الحسابية دقيقة جدا ومعدل الخطأ فيها في تحديد اليوم الأول من رمضان أو شوال أو مهما كانت المناسبة يكون ضئيلا وذلك من دون الدخول في ما إذا كان الشهر القمري بـ29 يوما أو 30 يوما مشيرا في هذا السياق إلى أنها تمكن من إيجاد اليوم المقابل لأي تاريخ من الأيام الوطنية المشهودة من ذلك أن 8 ماي 1945 صادف يوم الثلاثاء كما أن أول نوفمبر 1954 صادف يوم الاثنين وهو نفس يوم 19 مارس 1962 تاريخ يوم النصر.
وتوجد عدة طرق أخرى من بينها طريقة حساب عائلة سعايديةالتي تشتهر بناحية بلدية جبالة خميسي وصولا إلى هيليوبوليسوقلعة بوصبع وهي طريقة أخرى من الحساب قريبة من الحساب الفلكي وتعتمد أساسا على حركة الكواكب حسب السيد مسعود من نفس العائلة الذي أكد بأنّه حاول أخذ هذه الطريقة على أحد روادها المشهورين بالعائلة وهو سي سليمان قبل وفاته لكنه لم يتمكن من حفظها جيدا ووفقا للمتحدث ما يزال إلى غاية اليوم يتم اللجوء إلى كبار عائلة سعايدية المتواجدين بإقليم بلدية جبالةخميسي لمعرفة اليوم الأول من رمضان أو باقي المناسبات الأخرى
التعليقات مغلقة.