هل ننتظر حتى تأتي الآلة الحربية الجوية الإسرائيلية على آخر مواطن فلسطيني من غزة،فنتأسف ونتحسر وندعو له بالرحمة والغفران،ثم ننسى ونعود إلى أعمالنا اليومية الروتينية،هل كل هذا ما هو في مقدورنا فعله حتى الآن،كما كنا نفعل شيء متعودون عليه منذ النكبة الكبرى هم يقتلون ويهجرون ويستولون على الأرض وينتهكون العرض ،ونحن نتفرج وليس أمام قواتنا وإعلامنا وشعوبنا،إلا الشجب والتنديد..؟
هل كتب على أمتنا وشعوبنا أن تهان وتذل من قبل العصابات وشذاذ الآفاق الذين جاؤوا من حدب وصوب،إلى الأرض المباركة ليعيثوا فيها فسادا فيسفكوا الدماء ويروعوا الآمنين من الأطفال والنساء والشيوخ،بدعوى أنها أرض الميعاد،وما هي كذلك،أكذوبة القرن لتتخلص منهم ومن جرمهم أمريكا والغرب كافة،ولكن طبيعة الثعلب الصهيوني الماكر تأبى أن تستقيم وتتعايش بسلام..!
إن العدوان المتواصل الذي لم يترك حجرا فوق حجر ولم يستثن أحدا من البشر،يذكرنا نحن الجزائريين الذين ذاقوا ويلات الاستدمار الفرنسي الخبيث،الذي في مثل هذا اليوم 17 أكتوبر 2023 ،ومنذ 62 سنة خلت قام بإبادة جماعية في قلب باريس،لأناس ذنبهم الوحيد أنهم دافعوا بحرية وطنهم بطريقة سلمية،فكان مصيرهم الموت المحقق والمحتوم على أيدي قوات بوليس المجرم قائد شرطة مقاطعة باريس”موريس بابون”، الذي أبى إلا التصدي لها بالقوة المفرطة..؟
إنها صفحة سوداء في تاريخ فرنسا الأحمر القاني،حيث قمعت قوات الأمن الفرنسية بعنف مظاهرة نظمتها جمعية “مسلمو الجزائر الفرنسيون” (FMA) في باريس،فما كانت جريمتهم..؟الاحتجاج والتظاهر السلميان تلبية لدعوة أطلقتها جمعية “جبهة التحرير الوطني”في فرنسا للخروج في مسيرات ضد حظر التجول الذي فرضه عليهم السفاح “بابون”مدير أمن العاصمة،في تلك الليلة وفي الأيام التي تلتها،لكن الشرطة استخدمت القوة في قمع المتظاهرين وإلقاء جثثهم في نهر السين.. !
ما أشبه الليلة بالبارحة،وإن ما يحدث في غزة والضفة من تدمير وتقتيل جماعي لهو أشبه وقريب التطابق وبين تلك الأيام الخالدة من تاريخ ثورتنا،وإن النصر لقريب قادم لإخوتنا في فلسطين الصامدة..؟ !
التعليقات مغلقة.