عرفت ظاهرة انتشار الشيشة في المقاهي والتي فتحت خصيصا لهذا الغرض خلال شهر رمضان، بولاية سوق أهراس وخاصة في المقاهي والمحلات المعزولة وبعض الأحياء الشعبية، حيث بات الأمر مألوفا للجميع، بسبب الاعتقاد لدى الكثيرين بأن تدخين الشيشة أقل ضرراً من السيجارة التي حرموا منها طيلة النهار، وذلك لأن مرور الدخان من خلال الماء الموجود في الشيشة يعمل على ترشيح الدخان من المواد الضارة وبالتالي تقليل الضرر الناجم عن تدخين الشيشة.
وقد تبين خطأ هذا الاعتقاد ،لأن الشيشة في حد ذاتها بها ما لا يقل عن 4000 مادة سامة، أهمها النيكوتين وغاز أول أكسيد الكربون والقطران والمعادن الثقيلة والمواد المشعة والمسرطنة والمواد الكيميائية الزراعية ومبيدات الحشرات وغيرها. كما أنه يضاف إلى تبغ الشيشة العديد من المواد مجهولة التركيب, ونجهل مقدار ضررها.
وما يقال عن التدخين عن طريق الشيشة باستخدام التبغ أو الحراك أو المعسل بأنه خالي من الخطر غير صحيح البتة، فقد أثبتت الدراسات حسب بعض الأطباء المختصين، على مدى سنوات من التجارب بأن المعــسـل الذي يتناوله بعض السوقهراسين هو عبارة عن تبغ خالص مع كميات كبيرة من الأصباغ والألوان والنكهات والفواكه التي تطبخ وتخمر ثم تخلط من غير أي رقابة صحية، وثبت أنها تسبب مختلف الأمراض والسرطانات. أي كأنه موت بطيء، لأنه يؤدي إلى التقليل من كفاءة أداء الرئتين لوظائفهما، ويسبب انتفاخ الرئة (الإنفزيما) والالتهاب الشعبي المزمن، وهذا المرض يحد من قدرة الإنسان على بذل أي مجهود كلما تفاقم ناهيك عن احتمال إصابة المشيش لمختلف أنواع السرطانات كالرئة والفم والمرئ والمعدة.
ومما يزيد الأمر خطورة، هو انتشار وباء كرونا فيروس كوفيد 19، المتحول، الذي يؤثر في الأشخاص الغير مدخنين، كيف بالمدخنين، ومجبي الشيشة، الذي يظلون تقريبا ليلة كاملة، وهو يستنشقون هذه السموم.
فضلا عن أنهم يتناولونها جماعيا بل أحيانا، شيشة واحد يتداول عليها، عدة أشخاص، وهذا يشكل خطرا كبيرا، لأنه يساهم في نقل الكثير من الأمراض المعدية، بما فيها وباء كرونا.
والشيشة ما عادت مشكلة تدخين فقط·· بل أصبحت مشكلة اجتماعية وأخلاقية تحتاج إلى حل، فليست الصحة البدنية هي المهددة من خطر الشيشة ولكنها صحة المجتمع· فقد أصبحت آفة مستشرية وبدأت تأخذ اتجاهات ومناحي أبعد بكثير من مجرد دخان ضار يدخل الرئتين، فمقاهي الشيشة خاصة في عاصمة الولاية، أصبحت تنافس في عددها محالات البتزا والهونبرقر في كل المناطق وتحت البنايات، وتطورت الفكرة من المفهوم التقليدي لـ القهوة إلى ما يشبه الأوكار، التي إذا سكتنا ورضينا بانتشارها تتحول إلى أشياء أخرى لا يحمد عقباها، على غرار المهلوسات والمخدرات.
لعريبي لزهر
التعليقات مغلقة.